بقلم : طاهرة الشامسية
حين تهزمني الظنون، أشعر أن قلبي يسير حافيًا على دروب الشك، وأن كل طمأنينة كنت أستظل بها، قد انهارت تحت وطأة السؤال… لماذا؟
لماذا يُصبح الوضوح نادرًا؟
ولماذا تنبت في المساحات البيضاء أشواك لا نراها إلا بعد أن تنغرس في وجداننا؟
أُصارع صوتًا داخليًّا يهمس لي بما لا أود سماعه…أحاور صمتي، فيخذلني بصدى الاحتمالات، ويكبلني برداء من التخمين،
فأُغرق في دوامة لا بداية لها ولا نهاية،
كأنني أركض نحو سراب، أعدو خلف وجه لم يعد لي، وخلف دفء كنت أظنه لا يرحل.
الظنون قاسية، لا تحتاج إلى دليل، يكفيها غياب بسيط، أو كلمة مبتورة، أو نظرة غير مألوفة، فتبني فوقها ألف جدار من الريبة، وتحطم كل جسور الثقة، وتطفئ كل شموع الطمأنينة.
حين تهزمني الظنون، لا أكون أنا، تتحول ابتسامتي إلى قناع، وصوتي إلى ارتباك،
ونظري إلى بحثٍ دائم عن دليل يبرئ القلب مما يدور فيه.
أكره هذا الشعور، أن تكون في حضرة من تحب، ولكنك في غربة عنه، أن ترى يديه تمتدان إليك، لكنك تشك إن كانت الدفء فيهما لا يزال لك.
حين تهزمني الظنون، أُدرك كم أن الإنسان هش، وأن الثقة ليست مجرد كلمة تُمنح، بل جدارٌ يُرمم كل يوم، وأن الخذلان لا يأتي فقط من الغير، بل أحيانًا من عقولنا حين تسرق من قلوبنا السلام.
فيا رب،
حين تعصف بي الظنون…
طهر قلبي منها، وخذ بيدي إلى برّ الأمان،
وازرع في صدري يقينًا لا يهتز، وطمأنينة لا تنكسر، وإيمانًا بأن من كان لي حقًا… لن تجعل الشك طريقًا إليه.
للتواصل مع الكاتبة
tahra.alshamsi74@gmail.com

تعليقات
إرسال تعليق