بقلم: ليالي حسين
في زمنٍ تتسارع فيه وتيرة الحياة وتتباين فيه ضغوطها، باتت العلاقات الاجتماعية الصحية ضرورة وليست ترفًا. فالعلاقة المتوازنة لا تمنحنا مجرد تواصلٍ اجتماعي، بل توفر لنا بيئة من الدعم النفسي والعاطفي تسهم في استقرارنا الداخلي وتطورنا الإنساني.
العلاقات الصحية تُبنى على الاحترام المتبادل والثقة والصدق، فهي لا تقوم على التملّك أو السيطرة، بل على التفاهم والتقدير. إنّها علاقة تسمح لكل طرف بأن يكون نفسه، دون خوفٍ من الرفض أو التقليل من شأنه. فالاختلاف لا يعني الخلاف، بل يُعد مساحة للنمو واكتشاف الآخر.
ويشير المختصون في علم النفس الاجتماعي إلى أن جودة العلاقات التي يحيط بها الإنسان تؤثر مباشرة في صحته النفسية والجسدية، إذ تساهم العلاقات المتوترة في زيادة التوتر والقلق، بينما العلاقات الداعمة تعزز الشعور بالأمان والانتماء.
من أبرز سمات العلاقات الصحية أن تقوم على الاستقلالية والتوازن، حيث لا يذوب أحد الطرفين في الآخر، بل يحتفظ كل شخص بخصوصيته ومساحته الفردية. كما أن القدرة على التواصل الصادق وحل الخلافات بوعي تعد مؤشرًا ناضجًا لعلاقة متينة ومستقرة.
إن بناء علاقة صحية يبدأ من العلاقة بالذات، فالشخص الذي يحترم نفسه يعرف كيف يختار من يقدّر قيمته، ويضع حدودًا واضحة تحفظ كرامته. فالعلاقات الناضجة لا تُبنى على التنازلات غير العادلة، بل على الوعي المتبادل والنية الصادقة في الاستمرار.
في النهاية، العلاقات الصحية ليست صدفة، بل فنٌ يحتاج إلى وعي وصبر وجهد مشترك. وحين نجد من يشاركنا هذا الفهم الإنساني العميق، نصبح أكثر قدرة على مواجهة تحديات الحياة بثقة واتزان، لأننا ببساطة لسنا وحدنا في الطريق.
.jpeg)
تعليقات
إرسال تعليق