بقلم : خليفة سالم الغافري
هناك لحظات في الحياة نشعر فيها أن الليل طال أكثر مما ينبغي، وأن الحزن صار جزءًا من أنفاسنا. نغفو ونصحو على ذات الهموم، وننتظر بارقة أمل صغيرة تجعل القلب يطمئن بأن القادم أجمل.
ورغم كل هذا، يبقى في داخلنا ذلك الصوت الخافت، ذلك الإيمان العميق الذي يقول لنا: غدًا سيكون أجمل.
لسنا موعودين بسعادة مطلقة، ولا أمانٍ بلا خوف، ولكننا موعودون بالرحمة، بالقدرة على النهوض بعد السقوط، وبأن الزمن مهما طال سيغير ملامح الألم. قد يأتي الفرج في لحظة غير متوقعة، أو ربما يختار القدر أن تنتهي الحكاية كلها بسلامٍ حين تنتهي أعمارنا. لكن في كل الأحوال، نحن أمام خيارين لا ثالث لهما: إمّا أن نحيا حتى نرى جمال الغد، أو نموت وقد أُسدل الستار على كل الأحزان.
إن جمال الفكرة ليس في النتيجة بقدر ما هو في السعي، في أن نُصرّ على الاستمرار في هذه الحياة مهما أثقلت الأيام ظهورنا. أن نحيا ونحن نزرع بذورًا صغيرة من الخير، حتى لو لم نقطف ثمارها نحن. أن نحب رغم الخيبات، ونحلم رغم الانكسارات، ونؤمن رغم العتمة.
غدًا سيكون أجمل… لأننا نحن من يمنحه معنى الجمال. وإن لم يأتِ ذلك الغد الذي نحلم به، فلنكن نحن الغد الجميل في حياة من حولنا.

تعليقات
إرسال تعليق