"بين يديه بدأت، وبه تثبّت يقيني"

بقلم :عصماء بنت محمد الكحالية 



لم يكن أبي كثيرَ الحديث،ل كن صمته كان أبلغَ من خطبٍ طويلة.

كان إذا نظر إليّ، رأيت في عينيه وطناً لا يُخذَل،

ورأيتني كما لم أرَ نفسي من قبل: قوية، قادرة، جديرة.


ثقته بي لم تكن مجرد كلمات تُقال،

بل كانت دعاءً يُقال في الغيب،

وابتسامةً خفيفة حين أنجح،

وصبراً عظيماً حين أتعثر.


كان يُصدّقني حين كذّبتني الحياة،

ويُراهن عليّ حين شكّ بي الجميع،

كان يرى النور في عثرتي،

والنهوض في سقوطي،

ويحملني إلى الغد بثبات حكمته.


ما أوسع قلبه،

وما أصدق يقينه بي!

كأن بين أضلعه يقينٌ لا يشيخ،

بأنني إن تعثرت، سأقوم،

وإن بكيت، سأتجاوز،

وإن تهت، سأهتدي.


ثقة أبي…

هي الوعد الذي لا يُنكث،

واليد التي لا تترك،

والظلّ الذي لا يغيب.

تعليقات