بقلم: خليفة سالم الغافري
حين أمسك قلمي، وأفتح بوابة الحروف، أغادر حدود الواقع دون أن أشعر...
كأنني أطوي المسافات بيني وبين عالم آخر لا تراه العيون، ولا تطاله الأيدي.
أخطو بثقة نحو سكونٍ ساحر، فيه لا ضجيج، لا زمن، لا شيء سوى أنا وكلماتي.
تتلاشى جدران الغرفة من حولي، تتوارى تفاصيل الحياة اليومية، ولا يبقى سوى نبضي الذي يكتب.
أكتب... وكأنني أغزل من أنفاسي خيوط الحروف، أنسج منها عوالم كاملة، شخوصاً تتكلم، وأحلاماً تمشي على الأرض.
أحياناً أنسى من أكون، أنسى حتى أنني هنا، كأنني روح تسبح في مداد لا ينتهي.
لا أشعر بثقل الوقت، لا أعرف طول المسافة التي قطعتها بين سطر وآخر.
وحين أضع قلمي أخيرًا، ألتقط أنفاسي وكأنني أعود من سفرٍ طويل،
أرفع رأسي لأجد أن العالم قد سكن للحظة، وكأن الكون كله احترم هذا الغياب الطاهر الذي عشته مع الكتابة.
حينها فقط... أدرك أنني كنت في رحلة لا يعرف لذتها إلا من فقد نفسه ليجدها بين الكلمات.

تعليقات
إرسال تعليق