رحيل والدي

بقلم :ناصر السالمي 


في مساء العاشر من يونيو عام 2010 انطفأ في حياتي نور ما كان ليخطر ببالي أن يزول كان ذلك المساء شاهدا على غيابك يا أبي شاهدا على لحظة كسرت ظهري وأثقلت روحي وعلّمتني أن الفقد أكبر من أن يحتمل وأن رحيل الأب ليس حدثا ينسى بل هو زلزال يخلخل أركان العمر ويترك صاحبه غريبا في أرضه يتلمس الدفء فلا يجده


يا أبي ما زلت أذكر تفاصيل تلك الليلة كما لو كانت الآن السكون يلف المكان والقلوب ترتجف والعين تفيض بما لا تسعه الكلمات رحلت فأُسدل ستار الحماية وغاب سندي وظهري منذ رحيلك أدركت أن للأب مكانة لا يملؤها أحد وأن غيابك ليس فراغا عابرا بل غياب وطن


مضت السنوات لكنها لم تداو جرحا ولا أطفأت نارا كل مساء يجيء يذكرني بمساء رحيلك وكل شمس تغرب تحملني إليك يا أبي أنا الرجل الذي ظن نفسه قويا فإذا به أمام فراقك طفل حائر يفتش عن يدك فلا يجدها يفتش عن صوتك فلا يسمعه


لقد كنت لي قدوة وأمنا وملاذا كنت الجبل الذي احتميت به من قسوة الدنيا وحين رحلت تبين لي أنني في هذه الدنيا بلا ظلك مجرد غصن هش تهب عليه الرياح كيف تشاء


أبتي الحبيب لا أنسى دعاءك ولا أنسى وصاياك ولا تزال كلماتك تنير عتمة الطريق كلما ضللت سلام عليك في مثواك الأخير وسلام على روحك التي ما زالت تظللني وإن غابت أسأل الله أن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة وأن يجمعني بك في دار لا فراق فيها ولا دموع


رحلت يا أبي ولكنك ما مت في قلبي أنت باق في كل مساء في كل ذكرى في كل دعاء يخرج من بين أضلعي باسمك..

تعليقات