في كثير من الأحيان

 بقلم : خليفة سالم الغافري

في كثير من الأحيان، لا يكون الحمل ثقيلًا لأنّه ضخم، بل لأننا نرفض أن نتركه. نحن من نحول الأمور الصغيرة إلى أثقال، لا تُحتمل، فقط لأننا نُصر على حملها معنا في كل وقت، وكل موقف، وكل زاوية من حياتنا.

نتمسك بالقلق كأنه دليل على الحذر، وبالتوتر كأنه مفتاح النجاح، وبالذكريات المؤلمة كأنها جزء من هويتنا. نُرهق عقولنا ونُنهك قلوبنا، ظنًا منا أن التمسك هو شكل من أشكال القوة، بينما هو في الحقيقة الوجه الآخر للضعف.

أشياء كثيرة في حياتنا كان يمكن تجاوزها بلحظة تسامح، أو تنهيدة رضا، أو قرار شجاع بتركها تمضي. لكننا نختار أن نعيد التفكير، ونجترّ التفاصيل، ونفتح الجروح القديمة، ثم نتساءل: لماذا نشعر بهذا التعب المستمر؟

ليس من الحكمة أن نحمل ما لا يلزم. لا الأشخاص الذين غادروا، ولا المواقف التي انتهت، ولا الكلمات التي قيلت في لحظة غضب تستحق أن نمنحها كل هذا الحضور في داخلنا.

الراحة لا تأتي من السيطرة على كل شيء، بل من التحرّر.

السكينة لا تسكن القلب الممتلئ، بل القلب الذي تعلّم كيف يفرّغ نفسه من الزائد عن حاجته.

فكّر قليلًا… هل ما زلت تتمسك بشيء يؤلمك؟

ربما حان الوقت لتتركه، وتمضي أخفّ، وأنقى، وأكثر سلامًا.



تعليقات