بقلم :سمير الشحيمي
خديجة إمرأة مثابرة صاحبة شركة ومؤسسة للدعاية والإعلان ، ولأنها تحب أن تبقى بعيدة عن الأضواء فكانت قليل ما تأتي لشركة ، وموظفوا الشركة لا يعرفونها كثيرا ، فعينت مدير عام لشركة ونائب له ليكونا واجهة لشركتها وهيه تديرها من خلالهما.
في يوم من الأيام حضرت خديجة إلى الشركة واستقبلها المدير العام فأخذت جوله على الأقسام ثم ذهبت إلى مكتب المدير العام وطلبت منه إحضار ملفات الموظفين المنتسبين لشركة فراجعت بعض الملفات حتى وقعت عينيها على إحدى الملفات وكان بها صورة لموظف يدعى وليد ، فسألت المدير العام عنه : من هذا الموظف وليد وماهيه مهام عمله؟
المدير العام : أنه موظف مجتهد يعمل معنا في قسم التصميم.
خديجة : وكيف عمله؟
المدير العام : مجتهد وسريع في إنجاز عمله.
خديجة : أريد منك أن ترقيه إلى مسؤول قسم التوظيف وتزيد راتبه بما يستحقه لمنصبه الجديد.
المدير العام : كما تأمرين سيادتك.
فخرجت خديجة من مكتب المدير العام وهيه تحمل بيدها ملف وليد الذي كانت تنظر إلى صورته وهيه تبتسم ثم توجهت لمكتب نائبة المدير العام فقالت لها : لو سمحتي أريد منك بعد أسبوعين من الآن أن تضعوا إعلان لوظيفة مصمم جرافيك.
نائبة المدير العام : سأدون ذلك لكي لا أنساه.
خديجة : أريد من مسؤول شؤون الموظفين الجديد القيام بمهمة اختبار المترشحين للوظيفة.
نائبة المدير العام : كما تأمرين سيدة خديجة.
خرجت من الشركة وصعدت سيارتها وانطلق بها السائق عائداً بها إلى الفيلا التي تقييم بها.
بعد أسبوعين توقفت سياره قديمة الطراز في مواقف شركة الدعاية والإعلان ونزلت منها إمرأة متوسطة العمر توجهت إلى الإستقبال بالشركة ، وأنها أتت لتتقدم لوظيفة مصمم جرافيك وبالفعل كان يوجد أكثر من مترشح وبدء وليد بحكم أنه مدير شؤون الموظفين بمقابله للمترشحين ثم أتى دور المرأة ومن دخلت مكتب وليد بقسم شؤون الموظفين ورآها وليد تغيرت ملامح وجهه وتلاشت ابتسامته قائلاً : هذه أنتي خديجة؟
خديجة : أهلا وليد هل تعمل هنا؟
وليد : الأستاذ وليد لو سمحتي نعم أنا أعمل هنا مالذي تريدينه؟
خديجة : أتيت لأتقدم لوظيفة مصممة جرافيك.
ناولت وليد أوراقها ونظر وليد نظرة سريعه على الأوراق ثم قال : أنا متأسف مؤهلاتك لا تساعدك لشغل هذه الوظيفه.
خديجة : أرجوك أنا أريد هذه الوظيفة لكي أعين أهلي بمصاريف البيت وتربية إخوتي.
وليد يبتسم بسخرية : لكنها ليست مؤسسة خيريه أنها شركة محترمه ويعمل بها أناس محترمون.
خديجة تتوسل : أرجوك أستاذ وليد وظفني بأي وظيفة أخرى فأنا أحتاج للوظيفة والمرتب لأعف نفسي وأهلي.
وليد يمد الأوراق ويعيدها لخديجة : أنا متأسف مثل ما أخبرتك أنها ليست مؤسسة خيريه ابحثي عن رزقك في مكان آخر.
حملت خديجة أوراقها وخرجت وهيه حزينه وتفكر بالذي فعله وليد معها.
باليوم التالي بالشركة طلب المدير العام حضور وليد إلى مكتبه ، توجه وليد إلى مكتب المدير العام طرق على الباب و دخل ، تفاجئ وليد بالشخص الذي كان يترأس طاولة المدير العام فكانت خديجة أنصدم وليد وأشارت له نائبة المدير العام بالجلوس فقال المدير العام : أستاذ وليد أعرفك بالمدير التنفيذي وصاحب الشركة والمؤسسة الأستاذة خديجة.
وليد بدهشة : هل خديجة هيه صاحبة الشركة؟
خديجة : نعم يا وليد أنا صاحبة الشركة.
وليد يصمت وهو لا يستوعب الذي يحدث فقالت خديجة : عند رؤيتي لك للمره الأولى هنا بالشركة شعرت بالضيق ولا أخفى عليك أردت التخلص منك وإنهاء عقد عملك لكن ببرهه فكرة في عائلتك وأن الماضي يجب ألا يؤثر على قراراتنا وأن لا نضيع مستقبل أحد بسبب الماضي.
وليد : أنا لا أعرف ماذا أقول.
خديجة : فطلبت منهم ترقيتك بعدها أتيت متنكرة باحثه عن وظيفه لكن يبدوا أنك مازلت تكرهني بعد مرور 5 سنوات على طلاقنا برغم توسلي إليك وحاجتي للعمل ولكنك لم تهتم وجعلت كرهك يعميك.
وليد : أنا متأسف جدآ.
خديجة : لا داعي للأسف تستطيع العودة لعملك.
وليد باستغراب : لن تطرديني من عملي؟
خديجة تبتسم : لكي يزداد حقدك علي كفاك حديثاً وذهب إلى عملك وتذكر اجعل مصلحة العامه أمامك دائماً ولا تظلم أحدا.
وليد : شكراً لكي شكراً كثيراً.
خديجة : تذكر أنا أراقب أدائك حافظ على نشاطك.
وخرج وليد سعيداً فقال المدير العام : لماذا لم تنهي عقده.
خديجة : إنه يعيل أسرة ومعه الآن أبناء إثنان كيف لي أن أفقده وظيفته ومصدر رزقه ، أنا لست مثله لا أريد كسب عداوته.
عزيزي القارئ لا تبالغ في التعامل مع أعدائك خاصه المقربين منك فقد يصبحون منقذين لك في يوم من الأيام ، فالمساعدة التي تقدمها اليوم ستنفعك غداً.
إنتهت.

تعليقات
إرسال تعليق