"سلالم الوقت"

بقلم / خليفة سالم الغافري

كان الوقتُ ساعةً معلّقةً على جدار الغياب، تنهشها الطيور كلما دار عقربُها نحو الأمام.

في غفلةٍ من الدقائق، انطلقتُ طفلًا أركضُ على سلّمٍ لا نهاية له، يمتدّ من ماء الذاكرة إلى وجهٍ غامضٍ للقدر.

كنت أسمع صرير التروس في داخلي، وصوت أجنحةٍ تخفق حولي، كما لو أن العالم يُخلَق من جديد مع كل خطوة.

خطوتي الأولى كانت دهشة، والثانية حنين، والثالثة وجع... ثم نسيت العدّ، وواصلت الصعود.

كان هناك ساعةٌ عملاقة، تنكسر أطرافها وتتناثر كالرماد... ولم أكن أعلم، أأصل إليها، أم أنني مجرد وهم يسير داخل حلم؟

الماء تحت قدميّ لم يكن ماءً، بل عمرًا يذوب. والسماء فوقي لم تكن سوى ذاكرة الطفولة تفرّ كالعصافير.

قالوا لي إن الزمن لا يعود... لكنني، وأنا أركض على سلّمٍ إلى قلب الساعة، كنت أبحث عن لحظةٍ واحدةٍ فقط:

لحظة لم أكن فيها إلا طفلًا يضحك، ولا يعرف أن الزمن قد يغدر، ولا أن الأحلام قد تكون سلّمًا يؤدي إلى اللاشيء.


تعليقات