بقلم: ليالي حسين
يُعد زرع الأعضاء واحدًا من أهم إنجازات الطب الحديث، إذ يمنح المرضى الذين يعانون من فشل في القلب أو الكبد أو الكلى أو الرئة فرصة جديدة للحياة. وتتم العملية عبر استبدال العضو التالف بعضو سليم مأخوذ من متبرع حي أو متوفى دماغيًا.
أكثر العمليات شيوعًا
تشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن الكلى تأتي في صدارة الأعضاء المزروعة بنسبة تصل إلى 70%، تليها الكبد، ثم القلب والرئتان، إضافة إلى زراعة البنكرياس والأنسجة مثل القرنية ونخاع العظم.
رحلة تاريخية
1905: أول زراعة قرنية ناجحة.
1954: أول زراعة كلية بين توأمين في بوسطن.
1967: أول زراعة قلب أجراها الدكتور كريستيان برنارد في جنوب إفريقيا.
السبعينيات والثمانينيات: ظهور أدوية تثبيط المناعة مثل "السيكلوسبورين" أحدث طفرة في معدلات النجاح.
التحديات
رغم التقدم، تواجه عمليات الزرع صعوبات أبرزها:
رفض الجسم للعضو الجديد، ما يستلزم استخدام أدوية مثبطة للمناعة مدى الحياة.
مخاطر العدوى بسبب ضعف الجهاز المناعي.
نقص المتبرعين مقارنة بالطلب العالمي.
التكاليف الباهظة للرعاية والجراحة.
أرقام لافتة
يُجرى عالميًا أكثر من 150 ألف عملية زرع سنويًا، فيما تكشف تقارير أن نحو 10% منها تتم عبر شبكات تجارة غير شرعية للأعضاء، ما يطرح إشكاليات قانونية وأخلاقية معقدة.
آفاق المستقبل
يتجه العلماء نحو حلول مبتكرة تشمل:
الطباعة الحيوية ثلاثية الأبعاد لإنتاج أنسجة وأعضاء من خلايا المريض نفسه.
زرع الأعضاء الحيوانية بعد تعديلها وراثيًا لتلائم البشر.
العلاج بالخلايا الجذعية لإصلاح الأعضاء التالفة دون الحاجة لاستبدالها.
ويبقى زرع الأعضاء جسرًا بين الموت والحياة، لكنه يطرح في الوقت نفسه أسئلة أخلاقية وقانونية، فيما يفتح المستقبل آفاقًا قد تجعل انتظار الأعضاء أمرًا من الماضي.
.jpeg)
تعليقات
إرسال تعليق