بقلم :عصماء بنت محمد الكحالية
أراكَ بينَ الظلالِ،
لكنّك تختبئ حيثُ لا يُرى،
كأنك سرٌّ لا يُحلّ إلا حين يُسأل.
همسكَ يصلُ إليَّ بلا صوتٍ،
وحروفك تختبئ في الفراغ،
تسافر بينَ السطور قبل أن تُكتب.
أتركُ أثرًا على الورق،
فتبحثُ عنه، أم يضلّ الطريق؟
وأنا أراقبك بينَ الأسطر، بلا حراك.
أنا في كلِّ مكانٍ ليسَ مكانًا،
أسمعكَ حيث لا تسمعُ،
وأراك حيث لا ترى،
كأنّي صدى لم يُخلق إلا ليُسمع في غيابكَ.
خذ هذه الكلمات،
لكنّ كلّ حرفٍ فيها بابٌ مُقفَلٌ،
وكلّ بيتٍ مفتاحٌ لم يُعطَ بعد،
وكأنّ اللغز يولد حين تُحاول أن تحلّه.
كلما اقتربتَ أكثر، ابتعدتُ،
كسرابٍ يلوح على أطراف البصر،
كسرابٍ يترك طعمَ سؤالٍ على الشفاه،
ويهمسُ: هل أنا موجودة، أم مجرد فكرةٍ؟
فأجبني… من أكون؟
ظلّ أم حلم؟ أم صدى لا يهدأ؟
أم لغزٌ يُنير عينيكَ حين تُغلق العالم؟
وأظلُّ أكتبُ عنك بلا اسم،
وبلا وجه، وكأنّي أرسم الهواء،
وأنتَ تحاول أن تلمس شيءً لا يُمسك،
وأن تفهم سرًّا لا يُقال.
وفي نهاية الليل،
أجدُ نفسي أبتسم،
فالغموض بيننا هو ما يجعلنا قريبين،
والسؤال بلا جواب هو ما يجعل قلبي ينبض.

تعليقات
إرسال تعليق