بقلم: ناصر بن محمد الحارثي
في أولِ يومٍ أبصرتُ فيه الدنيا،
رأيتُ القمرَ...
لم أبصر الشمسَ لأنها حارقةٌ،
فسألتُ: من هذا؟
فقيل لي: هذا القمر،
صديقكِ الجديد مدى الدهر.
ثم سألتُ: وأنا من أنا؟
فقيل لي: أنتِ يا ابنتي الصغيرة، قمر.
عاشت قمر وعاش معها القمر،
سألته يوماً: من أنتَ يا قمر؟
قال: أنا القمرُ، أحبُ البشر.
أنا القمرُ إذا جاء الليلُ أدبر،
أنا القمرُ إذا جئتُ، جاء السمرُ والسهر.
أنا القمرُ أضيءُ لكم الدرب والممر،
أنا القمرُ صديقكِ المخلصُ أبدَ الدهر.
وفي كلِ عامٍ يأتي ميلادُ قمر،
تناجي صديقها: أين هديتي يا قمر؟
فيقول: هديتكِ حب وسمرٌ وسهرٌ
كبرت قمر وصاحب سرها الوحيد القمر.
وكلما كُسفَ القمر، انتكست معها قمر،
وعند اكتمالِ القمر، تكتملُ سعادةُ صديقتها قمر.
في يومٍ غابَ القمر،
حزنت قمر على صديقها القمر،
فلما عاد سألته: أين كنتَ يا قمر؟
قال: كنتُ عند أحد البشرِ اسمه بدر،
كان في ضيقةٍ وحزنٍ وكدر،
فقد ضاق عليه القدر،
وتركه الناسُ وغدرَ به البشر،
فواسيته: يا بدر لا تحزن،
فأنا القمر، أرى الخير آتٍ بعد طولِ العُمر.
والحمد لله عاد بدر بعد عناء السفر،
من رحلة الأحزان وسوء القدر،
وقد عدتُ إليكِ يا قمر لأحدثكِ بالأمر:
الحياةُ يا قمر فيها مشقةٌ وطول سفر،
فتمسكي بالأمل، واستعيذي بالله من سوء القدر،
وحافظي على الصلاةِ في الحضر والسفر،
ففيها الفلاحُ والنجاحُ على مدى العمر،
وتمسكي بالأخلاق الفاضلة أبدَ الدهر،
واختاري لنفسكِ زوجاً أخلاقه كالفاروق عمر،
وإذا رُزقتِ أطفالاً سمِّيهم جبر وسحر،
وحصّني بيتكِ دائماً بالأذكارِ في النهارِ ووقت السحر،
تعيشين بسعادةٍ بإذنِ اللهِ العزيزِ المقتدر.
تعليقات
إرسال تعليق