جمال الروح

بقلم: سميرالشحيمي



رجل توفت زوجته من عدة أشهر ورزق منها بخمسة أبناء ، ولم يستطع أن يوافق بين عمله وتربيته للأبناء فقرر أن يتزوج ، فأخبر إحدى الخطابات أن تبحث له عن إمرأه يكون سنها مناسب وصحتها جيده وتوافق على شروطه. 

فذهبت الخطابه تبحث له عن إمرأه حتى وجدت له إمرأه بالعقد الرابع من العمر ، لم يسبق لها الزواج حيث كانت ضخمة الجسد عريضة المنكبين ، ملامح وجهها قريبه من ملامح الرجال فأخبرتها الخطابه بأن رجل أرمل يبحث عن زوجه ولكن شرطه الأول أن تعتني وتربي له أبنائه وشرطه الثاني أن لا تطالبي بحقوقكي الزوجيه فوافقت المرأه وتم الزواج وأعتنت بلأبناء بتربيتهم وأطعامهم وتنظيف المنزل وبعد مرور عشر سنوات توفي الزوج ؛ و عند إنتهاء فترة الحداد ، توجهت الزوجة الأرملة إلى إحدى مكاتب المحاماةو، فتجنبتها إحدى المحاميات عند دخولها مكتبهم بسبب قباحة شكلها ، فأرسلتها إلى أحد زملائها المحاميين ومن رآها طلب منها العودة للمحاميه التي أتت من عندها لأن معه أعمال كثيره يجب أن ينجزها ، فعادت الأرمله للمحاميه وطلبت منها الجلوس وترمقها بنظرات كلها ريبه وسألتها : كيف لي أن أخدمك سيدتي!؟

الأرملة : سأحكي لك قصتي أنا إمرأه كنت عزباء لفترة طويلة ينفر مني الرجال بسبب مظهري ، إلى أن أتت إلي إحدى الخطابات تزف لي خبر بإن رجل أرمل يريد زوجه تربي ابنائه ولا تطالب بحقوقها الزوجيه ، فوافقت على شروطه لأن الذي مثلي لا يحظين بهذه الفرصه الذهبيه ، فتزوجت به وأعتنيت بلأبناء وأصبحت لهم كأم وأحبوني ، كانت أوضاع زوجي الماليه ليست على مايرام ولكن مع مرور الوقت بدء عمله يتحسن ، وأصبحت أوضاعه الماليه جداً ممتازه والأفضل من ذلك أنه بدء يعاملني كزوجه له ، والآن بعد وفاته وجدته قد كتب جميع عقاراته بأسمي والأبناء لم يرفضو بالعكس رحبوا بهذ الأمر ، وقد اتيت الى هنا أريد أن أرجع لهم مال أبيهم الذي هو مالهم ، فقد اكرمني الله بالفعل وعوضني بأبناء يحبوني وأحبهم.

فأخرجت من حقيبتها جميع الأوراق التي تثبت صحة كلامها وأطلعت عليها المحاميه ثم نظرة لها وهيه بقمة الخجل من نفسها التي أشمئزت من المرأه والتي ستترك كل هذه الملايين بجرة قلم ، فقالت المحاميه : ولكن لن تتركي لنفسك منزل أو رصيد بحسابك تحسباً لزمن؟

المرأة : لا ؛ يكفيني حب أبنائي لي هو الرصيد الفعلي وأن الله عوضني بعائلة وبحب كبير منهم بعد الجفاف التي كنت أعاني منه في شبابي.


عزيزي القارئ ليس كل إمرأة جميله طيبه... لكن كل إمرأة طيبه جميله.


إنتهت.

تعليقات