السندريلا العراقية ..الفصل الثاني

بقلم: فايل المطاعني


بعد تلك الليلة، ظللتُ أنتظر أن تبادر السندريلا العراقية بالاتصال. انتظرت طويلًا، لكن لا أثر لها. ورغم أن الرغبة كانت تقتلني، فإن غرور الرجل جعلني أتمسّك بقاعدتي الذهبية: من يريدك، سيأتي إليك... فلا تفرض نفسك على أحد.


ومع مرور الأيام، بدأت ملامحها تتلاشى من مخيلتي شيئًا فشيئًا، حتى شرعتُ أكتب قصتي الأولى: جريمة على شاطئ العشاق. لكن القدر كان يخبّئ لي مفاجأة.


ذات مساء هادئ، كنت أرتشف الشاي بالنعناع، مشروبي المفضل، حين رنّ الهاتف. كان الرقم غريبًا، لكن إحساس الكاتب في داخلي همس: إنها السندريلا.

وبالفعل... كان صوتها.


اعتذرت بخجل عن رحيلها المفاجئ تلك الليلة، كلماتها تتعثر كطفلة تخشى العقاب. ثم همست:

ــ "اعذرني أيها الكاتب الشفيف، لقد كنتُ على موعد مع... علي. لم تعجبه الحفلة. لم يعجبه جلوسي معك."


سألتها بدهشة: "ومن يكون علي؟"


ساد صمت غامض، تخلله صوت بعيد يأمرها: أغلقي الهاتف. ثم راحت تقرأ آيات من القرآن بصوت مرتجف، قبل أن يسود صمت أثقل من الرصاص.


وبعد دقائق، عاودت الاتصال، تقول مرتبكة: "أنا آسفة... هل لديك وقت لتسمع قصتي؟"

أجبتها والفضول يشتعل في أعماقي: "نعم، ولكن أخبريني أولًا... من علي؟"


قالت بصوت حزين:

ــ "علي... الرجل الذي يحبني. أمير من أمراء الجن."


تجمّدت الكلمات على لساني. لم أعرف: أأضحك من غرابة الجواب، أم أرتجف من غموضه؟ لكنني أدركت في تلك اللحظة أنني لم أدخل فقط حكاية عاطفية، بل تورّطت في أسطورة تتجاوز حدود المنطق.


وللذكريات بقية...

تعليقات