رفقاً بالحيوان

كتب: إسحاق الحارثي 


زارني أصدقاء فرنسيون بولاية مسقط منطقة ميابين المحاطة بجبال من جميع الجهات وأثناء خروجهم من البيت شاهدوا فتحات كثيرة في الجبال بالعامية تسمى (مروق) وسألوني لماذا هذه الجبال بها هذه المغارات (الكهوف) الصغيرة؟ فقلت لهم: (حشاكم وتكرموا) هذه للكلاب الضالة تحتمي فيها في الليل من البرد والمطر ومن الشمس.


فقالوا لي: ومن أين تأكل؟ قلت لهم: تبحث عن أكلها بنفسها من أماكن رمي القمامة ومن ما يتركه الناس من بقايا أكل أمام بيوتهم أو بجانب صناديق القمامة فقالوا لي: وأن لم تجد أكل ماذا تفعل؟ قلت لهم : تتصرف وتذهب للبحث عن أكل .


فقالوا لي: أي شخص إنسان أو حيوان لا يجد مأوى أو مأكل لا يستطيع العيش بالتالي سوف يضطر لفعل العنف للحصول على الطعام، لذلك هذه الكلاب خطيرة وضالة لا تأكل مثل بقية الكلاب ولا تنام مثل بقية الكلاب بالتالي تكون في حالة قلق دائم وتبقى تبحث عن الطعام يومياً وليس لديها مقر إقامة ثابتة .


قلت لهم: لكن هذه خطيرة وكثيرة وتتوالد بشكل عشوائي من يستطيع أن يؤويها. 


قالوا لي: يفترض أن تكون هناك دار رعاية بالحيوانات السائبة (الكلاب الضالة) وأن يتم رعايتها صحيا وفي نفس الوقت لمنعها من التكاثر تعطى أدوية وتترك تعيش في الدار حتى تموت بدلا من أن تترك مشردة قد تؤذي البشر نتيجة عدم سيطرتها على سلوكها في ظل عدم وجود مأوى تعيش فيه أو طعام تقتات منه.


وقد قمت بمناقشة ذلك الأمر في اجتماع شباب الولاية مع مكتب سعادة المحافظ في الاجتماع الذي عادة يدعوننا إليه لبحث أوضاع الشباب في الولاية هذا الكلام منذ فترة طويلة مايقارب ١٠ سنوات .


وكنت قد اقترحت لهم بعمل شركة متخصصة لرعاية الكلاب الضالة وإيجاد مساحة كافية لإيوائها بطاقم بشري خدمي مدرب للتعامل مع الكلاب مع وجود كادر طبي للعناية بها يتم تجميع الكلاب الضالة من المناطق بطريقة لا تؤدي لإيذاء الحيوان ولا إيذاء الإنسان وأن نحمي المجتمع من الكلاب الضالة بطريقة حضارية وإنسانية نزولاً لقانون منظمة حماية الحيوان من منع قتل الكلاب الضالة بطريقة رميها بالرصاص الحي وهذه الخدمة أو الشركات موجودة في دول عديدة من دول العالم.

تعليقات