في اختلافنا ينبض الحب 

بقلم :خليفة سالم الغافري


لماذا تريدني أن أشبهك كي تقبلني؟ أليست قيمة الحب في اختلافنا؟ في تلك المسافة التي تجمعنا رغم الفروق، في تلك المسافات التي نقطعها دون أن ندرك حتى، لأن شيئًا أكبر منا يجذبنا نحو بعض. الحب ليس أن تبحث عن نسخة منك، ليس أن تتأمل في وجهي فتجد صورتك تعكسك، بل أن ترى في عينيّ عالماً آخر، مختلفاً عن عالمك، عالماً يجذبك بروعته وغموضه.

لم أطلب منك يومًا أن تكون مثلي، ولم أتوقع أن نكون متشابهين. أقبلك بكل ما فيك من تناقضات واختلافات، أحتضن تلك الجوانب التي قد لا أفهمها، لأنها جزء منك. فأنا لا أريدك نسخة مكررة من نفسي، ولا أبحث عن شخص يشبهني لأحبه. أبحث عن روح تشعرني بالأمان وسط عالم مختلف، عن قلب ينبض بجواري، حتى وإن كان نبضه لا يشبه نبضي.

هناك شيء ما يجمعنا، لكنه ليس التشابه. إنه تلك القوة الغامضة التي تجعلنا ننجذب لبعضنا دون تفسير، دون حاجة لمبررات. ربما لن نعرف أبدًا لماذا نحب بعضنا، ربما لن نفهم ما الذي يجعل قلوبنا تتسارع عندما نكون معًا. لكن ألا يكفي أن نشعر بذلك؟ ألا يكفي أن نعلم أن الحب هو ذاك اللغز الجميل الذي لا يحتاج لتفسيرات أو منطق؟

الحب في جوهره قبول. قبول الآخر كما هو، بكل ما يحمله من اختلافات وتناقضات. وأنا أقبلك كما أنت، وأريدك أن تقبلني كما أنا، دون أن تطلب مني أن أتشابه معك أو أغير نفسي لأكون أقرب إلى صورتك. دعنا نحتفظ بفرادتنا، دعنا نحتفل باختلافنا، لأنه هو ما يجعل الحب أعمق وأصدق.. نحن لا نحب بعضنا لأننا متشابهون، بل لأننا نتكامل. لأننا نجد في اختلافاتنا ما يثري حياتنا ويجعلنا نكتشف جوانب جديدة في أنفسنا. لذا، لا تسعَ لتغييري أو جعلي شبيهاً لك، بل دعنا نعيش حبنا كما نحن، مختلفين ولكن متناغمين، كما يجب أن يكون الحب دائمًا.

تعليقات