"​عندما تموت النجوم" 

بقلم ناصر بن محمد الحارثي 


​في الفضاء الشاسع، حيث تولد النجوم وتُبعث الحياة، يأتيها أجلها المحتوم. تختلف مصائرها، فبعضها يتلاشى بهدوء كالأقزام البيضاء، وبعضها الآخر ينفجر في وهجٍ عظيم، ليترك خلفه ثقوباً سوداء تبتلع النور والأمل.

​وهكذا أيضاً، عندما تموت الأرواح الشابة. تموت الموهبة التي كانت نبضاً للحياة، وتلك الروح النقية التي وُجدت للبناء والتطوير، لتكمل المسير وتضيء دروب الأجيال القادمة. ماتت تلك الروح ببطء، وهي تنظر بعينين يملؤهما الحزن، ماتت وهي تصارع على صفيحٍ بارد، لكن الألم كان أعمق من أن يُنطق.

​تلك الروح التي كانت سِيقانها خضراء وورودها حمراء، ذبلت على كلمات ليست كالكلمات. تحولت إلى ثقبٍ أسود، لا يبتلع النجوم والكواكب فقط، بل يلتهم أحلاماً، ويشرب آمالاً، ويطفئ شرارةً كانت يوماً قادرة على إضاءة الكون.

​ماتت وهي تبحث عن بصيصِ أمل، عن حُلمٍ بعيد، عن ضوءٍ خافتٍ في آخر النفق. وكأنها سمعتَ صوتاً هامساً يقول: "اصبري، ففي النهاية ستجدين جنةً أخرى." لكنها تعلمتَ أن الجنة الحقيقية هي التي تُبنى بأيدينا، وأن الخسارة الكبرى ليست في ضياع الحلم، بل في التوقف عن محاولة بنائه.

​رحم الله كل روحٍ نقية أُطفئت، وكل موهبةٍ ذبلت في صمت.

تعليقات