الشاعر محمد سيد توفيق في مجلس الحكواتي

حوار: الحكواتي فايل المطاعني


"الكلمة الصادقة لا تموت... بل تظل تحيا في القلوب مهما تغيّر الزمان."

 فايل المطاعني


في مجلس الحكواتي، حيث تُضاء القناديل لتروي الكلمات سحرها، وحيث يلتقي الماضي بالحاضر في حضرة الحكاية، كان لنا هذا اللقاء مع شاعرٍ يحمل في قلبه وهج الكلمة، وفي روحه عبير دار العلوم. شاعرٌ صاغ تجربته بين أعلام كبار، لكنه ظل محتفظًا ببصمته الخاصة التي تجعله صوتًا مختلفًا.


ضيفنا الليلة هو الشاعر محمد سيد توفيق، ابن الفيوم (1971)، خريج دار العلوم (جامعة القاهرة 1994)، الذي صقلته مدرسة كبار الشعراء مثل الدكتور أحمد هيكل، والدكتور عبد اللطيف عبد الحليم (أبو همام)، والدكتور علي الجندي وغيرهم. بدأ مسيرته بقصيدةٍ أولى بعنوان طريق أولي النهى، ثم مضى في رحلة شعرية أغنتها صحيفة النبأ التي وثّقت تجربته ومنحته فضاءً رحبًا للإبداع.

 الحوار

س: لنبدأ من البدايات... ما الذي أيقظ فيك شرارة الشعر أول مرة؟

ج: الشعر يا صديقي لم يأتِ إليّ، بل خرج من أعماقي كما يخرج الينبوع من صخرٍ عطِش. أول ما كتبت كان قصيدة طريق أولي النهى، يومها شعرت أنني لم أكتب بيتًا فحسب، بل أعلنت ولادة قدرٍ جديد.


س: تتلمذتَ على أيدي أساتذة كبار، كيف أثّرت هذه المدرسة في صوتك الخاص؟

ج: التلمذة على أيدي هؤلاء الأعلام أشبه بالسير في بستانٍ ممتد. تذوقت فيه ثمارًا مختلفة، لكنني كنت حريصًا أن أزرع بذرتي الخاصة. تعلمت من أحمد هيكل أن يكون الشعر موقفًا، ومن أبي همام أن يُصاغ بعمق، ومن علي الجندي أن يظل الشعر حيًا مهما تبدلت الأزمنة.


س: لك قصيدة قديمة لم تنشر بعد (عواطفنا تحترق)، ما الذي يؤخّرها؟

ج: لكل قصيدة قدرها وميعادها. ربما كانت تنتظر لحظة مناسبة، أو جيلًا يقرأها بوعي مختلف. بعض النصوص تشبه النبيذ، لا تكتمل إلا بعد زمن طويل من الانتظار.


س: ماذا تقول للشباب من الشعراء اليوم؟

ج: أقول لهم: لا تجعلوا الشعر مطية للشهرة، ولا سلعة تُعرض في أسواقٍ زائفة. الشعر روح، ومن لا يكتب بروحه لن يصل إلى روح أحد. اكتبوا بصدق، فالقصيدة الصادقة تبقى ولو بعد مئة عام، أما المصطنعة فتذبل في الغد.


س: وأخيرًا، ماذا تقول لمجلس الحكواتي وللأديب فايل المطاعني؟

ج: مجلس الحكواتي بيت الكلمة الدافئ، أشعرني أنني بين أهلي وأصدقائي. وأما الأديب فايل المطاعني فأشكره من القلب على حوارٍ صادقٍ وراق، جعلني أستعيد يقيني بأن الشعر ما زال حيًا في قلوب الناس.


تعليقات

إرسال تعليق