المشاغب الصغير 

بقلم :سميرالشحيمي


يتجول فتى رث المظهر بين الأزقة القديمة والشوارع المكتضه بالماره ، هادي فتى مشاغب يبلغ من العمر 13 عاماً ؛ ليس له أصدقاء وهو الأبن الوحيد لأمه التي تعاني من مرض مزمن ، تخلى والده عنهما في أول يوم ولادته ؛ مر أمامه طفل قد إشترى آيس كريم من البقاله فخطف ( الآيس كريم) من يد الطفل وولى هارباً وملئ الطفل الشارع بالبكاء لعدم تمتعه بطعمها ؛ إستمر هادي بالتجول يسرق من ذاك علبة سردين ويخطف سيجارة من فم رجل ويشتمه الأخير ويكيل عليه السب والقذف ، استند هادي على أحد الجدران يراقب فريسة جديدة لينقض عليها فوقعت عينيه على إمرأه سمينه يبدوا عليها قد إنتهت من التسوق ومتوجهه إلى منزلها وعلى كتفها حقيبة ممتلئه ببعض الخضروات وأدوات البقاله فقال لنفسه بإنها سمينه ولن تستطيع اللحاق بها فقترب منها بخطوات سريعه وسحب الحقيبه التي بكتفها بقوة فوقع ما على الكيس بالأرض وتناثر مابها ، أراد أن يولي هارباً ولكنه تفاجئ بسرعة ردت فعل المرأة السمينة فقد إستدارت وأمسكت به من ياقت قميصه وجرته إليها بقوه قائله بغضب : مالذي تفعله أيها الصعلوك هل كنت تنوي سرقتي؟

هادي يرتجف من الخوف : لا لا ياسيدتي لست أريد سرقتك.

المرأه : أعد تجميع ما وقع على الأرض بسرعه. 

هادي يجمع ماوقع على الأرض وهو يلعن حظه العاثر الذي أوقعه بيد هذه المرأة التي لا ترحم فلا يعلم ما هو مصيره لابد وإنها ستسلمه للشرطه.

إنتهى من تجميع ما على الأرض ثم ناول المرأه الحقيبه ولكنها رفضت أن تمسك بها قائله بحزم : لابد من معاقبتك أحمل الحقيبه عني وأمشي بجواري والويل لك أن فكرت بالهرب.

فنطلق هادي بجانب المرأه وهو يحمل الحقيبه ويندب حظه كثيراً الذي أوقعه بيد هذه المرأه القويه حتى وصلت إلى منزلها ففتحت الباب فقالت له : هيا أدخل.

فدخل هادي لبيتها وقالت له : ضع مابيدك بالمطبخ. 

دخل إلى المطبخ ووضع الحقيبة على الطاولة وعينه على باب المنزل ؛ فقد تركته السيده مفتوحاً على مصراعيه هيه فرصه للهرب لكن السيده سدت المدخل بضخامة جسدها حجبت عنه رؤية الشارع وهيه تبتسم بخبث فقال لها : دعيني أرحل أرجوك يا سيدتي وسأقدم لك اعتذاري. 

السيده : أولا أنا أدعى ميرفت ، ثانياً لن تذهب لأي مكان ؛ فألقت عليه نظره ثم أردفت قائله :إذهب للحمام لكي تغتسل من الغبار العالق بك ثم تتجه إلى المطبخ لتغسل كل الخضروات التي اوقعتها على الأرض.

فذهب هادي صاغرا ليغتسل وجفف نفسه جيداً ثم توجه إلى المطبخ وبدء بغسل كل الخضروات المتسخه ثم قالت ميرفت : يبدو أنك جائع. 

هادي: لست كذلك سيده ميرفت فقط أريد الرحيل من هنا.

ميرفت : ومالذي يجعل فتى صعلوك مثلك بأن يسرق إلا الجوع ها؟ 

صمت هادي ولم يقل شيئاً فأردفت ميرفت قائله : سوف تتناول معي وجبة الغداء تعال ساعدني.

بدءت ميرفت تعد الطعام وهادي يساعدها يغسل الأطباق ويقطع بعض الخضروات ورائحة الطبخ الذيذ يملئ أرجاء المطبخ وبطن هادي يقرصه من الجوع ، أنتهت ميرفت من اعداد الطعام وتناولا وجبة الغداء فقالت ميرفت : أنت أول شخص يجلس ويأكل معي من بعد وفاة زوجي. 

هادي منهمك بأكل الطعام وهو يستمع لحديثها وتحكي لها عن حبها لزوجها الراحل وأنها لم ترزق بأبناء ، ومن أن أنتهى هادي من تناول الطعام قالت له ميرفت : تستطيع المغادرة الآن

فتوجه هادي إلى الباب ليخرج ولم ينطق بكلمة واحده حتى أصبح خارج المنزل فقالت ميرفت : إبتعد عن المشاكل ولا تأذي أحدا وأن أحتجت إلى شيء فأنت تعلم أين أقيم.

فأدار هادي ظهره لها مغادرا فعاتب نفسه قائلاً : لماذا أنت هكذا على الأقل أشكرها ؛ فلتفت ليقول لها شكراً لكنها قد أغلقت الباب.


إنتهت.

تعليقات