حقائب مملوءة بأحلام المستقبل

بقلم: خليفة سالم الغافري



في كل صباح، يقف الطلبة على أرصفة الانتظار وكأنهم زهور تتهيأ للتفتح. رغم الهدوء الظاهري، هناك طاقة خفية تملأ المكان؛ في حقائبهم المعلقة على أكتافهم لا تحمل فقط الكتب والأقلام، بل أحلامًا صغيرة تتشكل مع كل يوم جديد.

حقائبهم تلك تخفي رائحة المستقبل؛ وكأنها صناديق مغلقة تنتظر لحظة الانفتاح لتفوح منها طموحاتهم، آمالهم بأن يصيروا شيئًا أكبر مما هم عليه اليوم. وهم واقفون ينتظرون الحافلة، قد تبدو تلك اللحظات عادية، ولكنها في الحقيقة مليئة بالتفكير والخيال. في كل حقيبة حلم، وفي كل انتظار خطوة نحو مستقبل لا يزال مجهولًا، لكنه بلا شك مليء بالإمكانيات.

الطلاب الذين يحدقون في الطريق أو يتبادلون الأحاديث بهمسات صباحية يحملون في دواخلهم بذورًا تحتاج إلى الوقت لتنمو. كل منهم يتجه نحو وجهة خاصة، لا يعلمون تمامًا ما ينتظرهم، لكنهم يعلمون أن الحافلة التي ستقلهم إلى المدرسة هي بداية الرحلة. رائحة المستقبل التي تخبئها الحقائب ليست سوى بداية الطريق لأزهار ستنمو وتزدهر في الوقت المناسب، حاملة معها أحلامهم التي ستغدو حقيقة في يومٍ ما.


تعليقات