بقلم: تأليف: فايل المطاعني
كان الليل طويلًا تلك المرة، كأنه يختبر قدرتي على البقاء واقفة أمام العاصفة.
أغمضتُ عيني، لكن ملامح "عُمر" كانت تلاحقني، كأن صوته يتردد بين جدران الغرفة:
"رحمة… لا تخافي، أنا هنا."
لكنني كنت أعلم أن حضوره لم يكن كاملًا… كان نصف ظل، ونصف وعد، وكلاهما لا يدفئ قلبًا مرهقًا.
في الصباح، وقفت أمام المرآة أبحث عن وجهي القديم، وجه تلك الفتاة التي كانت تضحك بلا حساب، وتحب بلا شروط. لكنني لم أجدها… وجدت امرأة تتقن الصبر أكثر من الفرح.
رن الهاتف فجأة، قلبت الشاشة، كان رقمًا غريبًا.
– "ألو؟"
جاءني الصوت هادئًا، لكنه مشبع بارتجاف خفي:
– "رحمة… نحن بحاجة أن نتحدث… قبل أن يفوت الأوان."
لم أجب فورًا، لكنني شعرت أن الباب الذي أغلقته منذ زمن بدأ يُطرق من جديد.
كانت تلك اللحظة بداية الطريق نحو حقيقة لم أكن مستعدة لرؤيتها، لكنني كنت أعرف أنني إن لم أمشِ إليه… فسوف يبتلعني الظل.

تعليقات
إرسال تعليق