بقلم: زينة سليم سالم البلوشي
منذ نعومة أظافرهم، حاربوا الحياة ليعيشوا.
أولادهم كبروا قبل أوانهم، صاروا رجالًا تحمّلوا ما لا يُحتمل.
وبناتهم، تفتّحن كزهورٍ في مهبّ الريح،
أصبحن نساءً قبل أن يحين لهنّ الحلم.
حاربوا لأجل وطنهم… لأجل البقاء، ولأجل الغد.
كم من أناسٍ يعيشون في نعيمِ السلام،
يملكون الأمان، ويغفون على وسادةٍ من طمأنينة.
لكن هناك، في زوايا النسيان،
أرواحٌ لا تملك سوى الألم،
أيامُهم تتكرّر ككابوسٍ لا ينتهي،
وحياتُهم حروبٌ لا تهدأ،
ونيرانٌ لا تنطفئ،
وهدوءٌ… لم يعرف إليهم طريقًا.
يبحثون عن لقمةٍ تسدّ جوعهم، ومأوى يحتويهم،
أطفالًا ذاقوا مرارة الحياة وقسوتها،
ورجالًا انهمرت دموعهم في الظل، حيث لا يراهم أحد،
ونساءً كتمْن الألم خلف ابتسامةٍ مكسورة،
حملْن الأعباء، وربَّيْن الأمل رغم كل الانكسارات.
أرادوا فقط أن يعيشوا بحرية،
أن يعرفوا طعم الراحة في نومٍ لا يُنتزع من أعينهم،
أن تهدأ عقولهم وقلوبهم من وَقْع النيران،
ومن أصوات الرصاص والانفجارات.
أرادوا فقط أن تعود الابتسامة،
أن تولد الفرحة من جديد،
أن يتذوّقوا الحياة… ولو مرة، بلا خوف.
فمتى تنتصر غزة؟
ومتى يعيش أطفالها في سلامٍ يشبه أحلامهم الصغيرة؟

تعليقات
إرسال تعليق