بقلم . فايل المطاعني
الأسماء المحظورة
في مركز العمليات، جلست ريم بجانب سالم، شاحبة لكن حاضرة الذهن. الشاشة أمامهم كانت تعرض قائمة طويلة من التحويلات المالية إلى حسابات خارجية مشفّرة.
قالت ريم بنبرة هادئة: "هذه الأسماء… ليست فقط لمتورطين. بعضها لضباط كبار في الوزارة… أشخاص فوق الشبهات."
رفع سالم حاجبه:"عندك أدلّة؟"
"عندي البداية… لكنّ البقية مخفية خلف جدارٍ تقنيّ مشفّر. نوف كانت الأقرب لكشفهم، ولهذا اختفت."
قاطعهم النقيب محمد علي وهو يدخل مسرعًا: "سيدي، هناك شخص يطلب لقاء ريم… ويقول إن لديه معلومات عن نوف."
نهضت ريم فورًا، قلبها يخفق، وقالت: "أدخلوه."
دخل رجل ستينيّ، بملامح مرهقة، وعيون تطلّ منها سنوات من الندم. قال بهدوء: "اسمي أحمد… والد نوف."
شهق سالم، وريم تبادلته نظرات الدهشة.
قال أحمد: "ابنتي ليست مجرمة. كانت تحاول فضح شبكة دولية، واكتشفت أن من ورائها… شخص من الداخل، قريب منكم جدًا."
مدّ لهم مفتاح USB صغير:
– "هذا كل ما استطاعت حفظه قبل أن تختفي. وقالت لي: (سأترك أثري… لكن لا تثقوا بأحد)."
ارتجف سالم… تلك الجملة سمعها من نوف ذات يوم، حين قالت له مازحة:"الناس يخلّون بصماتهم… وأنا أترك أثري."
أدخلوا الذاكرة في الحاسوب، وظهرت سلسلة ملفات مشفّرة، وعنوانها:
"عملية الظل – أسماء لا يُسمَح بذكرها."
كانوا على وشك الضغط، حين انطفأت الشاشة فجأة، ثم سُمِع صوت من الجهاز:"تم تتبع الدخول… سيتم إيقاف المصدر."
قالت ريم:"نحن لم نعد نواجه مجرمين عاديين… بل جهازًا متكاملًا يحكم قبضته داخل الوزارة نفسها."
الفصل الثامن
خيوط في يد نوف
في مكانٍ مجهول، كانت الكاميرا تُسجّل.
ظهرت نوف، بملامح متعبة، تجلس أمام خلفية رمادية
وتقول: "إذا وصل هذا التسجيل إلى سالم أو ريم… اعلموا أنني لم أهرب، بل انسحبت لأضرب من حيث لا يُتوقع."
كانت تحمل في يدها ملفًا أحمر، مكتوب عليه بخطّ يدويّ:
"شبكة مارِس
تورط مؤسساتية."
قالت في التسجيل: "الشخص الذي تظنونه بريئًا… هو العقل المدبر. صاحب النفوذ. وستجدونه قريبًا منكم أكثر مما تتوقعون."
ثم تتابع بصوت مختنق: "إذا فشلتُ… لا تترددوا في فضح الأسماء. حتى لو كنتم وحدكم."
عاد التسجيل للغموض، ثم انقطع.
في مركز القيادة، جلست ريم وسالم يتأملان التسجيل، وقد بدأت الدوائر تضيق.
قالت ريم: "نوف كانت تعرف أكثر مما قالت… والسؤال الآن: من هو ذاك القريب جدًا؟"
أجاب سالم: "علينا أن نبدأ بالمحيطين بنا. دون استثناء."
دخلت النقيب شيخة تحمل تقريرًا: "هناك اتصالات خارجية مشبوهة خرجت من مكتب العقيد سيف الكندي… مدير وحدة التحقيقات السرية."
تجمّد سالم، فقد كان العقيد سيف صديقًا قديمًا له… وأستاذه سابقًا.
همس سالم لنفسه: "إذا سيف جزء من هذا… فالقضية أعمق بكثير مما ظننا."
يتبع
تعليقات
إرسال تعليق