حين ضحِك الطفل ، وماتَ العالم

بقلم: ريم فيصل الطائي.


في تلك الأرض الجميلة الطاهرة ، الدماء بدأت بالتناثر في كل مكان ، دماءٌ طهرت بقاع تلك الأرضِ وزادتها جمالًا. 


كان يمشي بين تلك الدماء ، طفلٌ بعمر العاشرة وهو يردُ بصوتٍ مرتفع هزّت أراضي غزة: "لهم الدنيا ولنا الآخرة" 


حينما يمشي بين كل طفلٍ وشهيد ، كان يحاول التماسك !


نعم … هم مختلفون ، أقوياء ، أسُود ، لا يهابون اليهود.


هم كالأسد أمام تلك الفئران التي تختبئ تحت ظِل والدتهم (أمريكا)


"لهم الدنيا ولنا الآخرة" 


"إن كانت أمريكا معهم ، فربنا ورَب أمريكا معنا"


عندما رأى الحزن الذي يغطي عيون أغلب الأمهات على حالِ أبنائهم ودمائهم الطاهرة المتناثرة في كُل مكان ، على حالِ اليتامى الذين اصبحوا بلا والدٍ يحويهم ، ولا منزلٍ يأويهم ، على حالِ الأرامل التي نشفت دموعهن من كثر البكاء على رجالهنّ ، عاد هو بالهتاف بتلك الجملتين. 


مرارًا وتكرارًا، يصرخ وهو يعيدها حتى جفّ حلقه من قلة الماء .. أو لنقل انعدامِه ، لكن لم يتوقف للحظة. 


"انظروا للسماء ، انظروا لها... إنها مليئة بالملائكة وهي تتسابق لأخذ أرواحنا للجنة ، هنيئًا لهم الدنيا وهنيئًا لنا الجنة"


صاحَ مجددًا بصوتٍ فَرح ، سعيد …


ولم يقل المزيد ؛ حيثُ سقطت أحد صواريخ إسرائيل على تلك البقعة الطاهرة التي مشى الطفلُ عليها ، لتُفصل أجزاءٌ من جسدهُ الصغير وتتناثر دمائهِ النقية على الأرض ، ويصبحُ هو من أهل الجنة.


ما كانت لأنفاسهِ وجود ، ولكن شعر الجميع بتردداتِ صوتهِ الخافت قبل انقطاع نبضهِ تمامًا: "هنيئًا لي الجنة ، نحن السابقون وأنتم اللاحقون... يا أهل غزة ، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن مُحمدًا رسولُ الله"


لتصعد تلك الروح لبارئها ، إن انتصروا فازوا بتحرير القدس ، وإن خسروا فازوا بالشهادة.. 


ياله من شرفٍ عظيم يحظى الفلسطينيين به ، أرضهم شريفة ودمائهم طاهرة.


الجميع يتمنى لو كانوا مكانهم ، تلك الدماء النقية المليئة بالطهارة تسري على أرضهم الشريفة تنظف نجاسة اليهود.


تلك هي أرضُ فلسطين ، في النهاية … فلسطين حرة وستبقى كذلك للأبد.



تعليقات