ومضات من زمن لا يُمهل

بقلم: زينة سليم سالم البلوشي


 "الوقت كالسيف، إن لم تقطعه قطعك."

جميعُنا كنا نسمع هذا المثل، ولم نكن ندرك معناه،

حتى كبرنا وأدركنا الحقيقة المؤلمة خلفه.

الوقت كان يتسارع بلا توقّف،

كأنه قطار لا ينتظر أحدًا.

لم نكن نملكه أبدًا.


يمضي سريعًا كلمحِ البرق،

تمرّ لحظاتُنا السعيدة أمام أعيننا كأنها ومضة،

نرسم في أذهاننا مشاهد نكاد نُصدّق أنها واقع.

نُغلق أعيننا ونتذكّر الذكريات الجميلة:

يدُ عمّتي وهي تُلاعبني،

أحاديثُها التي كانت تُقوّيني وتُدعمني،

ووقوفُها بجانبي، الذي كان دائمًا

حبلَ نجاتي من قسوة الحياة وآلامها.

ننسج من خيوط الأمل حياةً نعيشها بكل حب.


نمضي إلى الأمام ونتناسى ما مضى،

لا لأننا نسيناه، بل لأنّ النسيان كان أهون من التذكّر.


أكملنا الطريقَ بنورٍ خافت،

كشمعةٍ تتحدّى الظلام؛ تُضيء قليلًا، ثم تنطفئ فجأة.


واصلنا، لم نتوقّف،

لم نسمح لسلبيّات الحياة أن تلتهمنا،

كما تفعل النيران حين تلتهم كل ما حولها بلا رحمة.


وكنا لا نزال نخطو... دون توقّف،

ولكن، يا تُرى...

هل سنُكمل الطريق حتى نهايته؟

أم سنتوقّف في منتصفه، ونترك البقية معلّقة؟

تعليقات