بقلم : حليمه حمد اليعقوبية
هل يستحق العمر أن ينتهي بنا المطاف ونحن على خلاف؟
هل تستحق أرواحُنا أن نعذّبها بالحرمان من أكثر ما أحبّت…
قرب من نحب؟
هل نعاقب أرواحَنا بالبعد والتخلي؟
هل كان عقابك لي جائرًا أم جائزًا؟
بأي ذنبٍ قتلتَ اللهفة داخلي؟
وبأي ذنبٍ استحقّ حرماني من أغلى ما أملك؟
من عساي أن أكون؟
حبيبًا؟ صديقًا؟
أم مجرد حرف جرٍ مكسور بالكسر، منبوذ من على وجه الأرض
كي يرضى من زادهم قربي منك بغضًا لي؟
هل حقًا ما زلت تجهل من تكون في قلبي؟
هل حقًا تراك رخيصًا في عيني حتى تغيب مع الغياب؟
هل تغمض عينيك في كل ليلة دون أن يجول بخاطرك هذياني، ورسائلي، وعتبي، وعنائي؟
قلبي لم يعد يقوى على العتب…
وعيني لم تدمع بعد فراقك وانتزاعك مني.
هل وجد الأعداء السكينة بعد أن فارقتني؟
هل كنت وأنا ألتمس بقربك شيئًا من حقي،
من قبسك الملائكي، سببًا لإزعاجهم حتى يكيدون لي؟
لِمَ، ونحن نعلم أن الدنيا دار عبور زائف،
وأن أجمل ما فيها لقاء بك،
حتى وإن لم أحظَ بانعكاس رؤيتك، أو محاصرة هالتك النورانية.
ما زلتَ تسرق النبض،
ما زلتُ أحاورك وأستحضر طيوفك وصورك بيني وبين قلبي.
ما زلتَ النور،
حتى وإن حجبوك عني...
رائحتك، نظراتك، ونبضي المكلوم بغدر الرحيل.
آهٍ لغدر الدنيا...
وآهٍ لقلبك أنت.
هل كان البُعد كما عهدته منك؟
أحقًا لا تعلم بأنك محفور في القلب،
مرسوم في الذاكرة؟
لا تغيب الروح إلا بالموت، وأنت نزعتها مني،
حتى أعميتني… وأدميتني.
لم أعد أعرف معنى للفرح،
ولا للحلم...
ما عاد شيء يبهرني.
صرتُ أخشى أن يبوح لي أحدهم،
أو أن يصب في مسمعي حروفًا من قلبه.
صرتُ لا أُطيق الهمس،
ولا أجيد الأُلفة.
لقد أصبحتُ عدوةً لبني البشر،
لا أطيق من يسألني عن حالي…
وما هو حالي في غيابك؟
من ذا الذي يسألني عن المساء؟
كيف أحوالي؟
وكيف يطيب مساؤك؟
حتى الصباح… أفتقدك من شروقه،
وأحن إليك مع مغيبه.
كم قلتُ لك:
إنني لا أحب الآفلين…
وغبت.
-
تعليقات
إرسال تعليق