عالم أرواح شاكر العقيد..الفصل الثاني عشر

عروسة خسوف القمر 

بقلم سمير الشحيمي 

منزل الدكتور جمال

في غرفة نوم جمال وعائشة تسرح شعرها وتضع بعض المكياج الخفيف على وجهها وجمال يقلب بعض صفحات ملف بيده.

عائشة : ألم تكتفي من العمل بالمستشفى احضرته معك إلى المنزل. 

جمال يغلق الملف ويضعه على طاولة بالقرب منه ويخلع نظارته : آسف لكن بلقيس واسمهان أفكر بهما كثيراً.

عائشة تتجه إلى السرير وتتمدد بجوار جمال وتضع يدها على خده وتقول : لكن بما إنك معي أترك كل شئ خلفك وخارج هذا المنزل.

جمال يمسك يد عائشة ويقبلها.


**

وائل ينهض من مكانه ويقول : شاكر أن الرمادي عند باب الشقة.

شاكر ينهض وهو مرتبك : هل هو بالخارج فعلاً!؟

وائل : هيا اذهب امتطيه لا تخف سأكون معك.

شاكر ينظر إلى وائل بريبه وقال وهو يتجه الى الباب : يقول لي امتطي الرمادي كأنه سيارة أو قطار أو طائرة هذا ذئب يا وائل ذئب وليس فرس أو جمل.

فتح شاكر باب الشقة ببطئ مع صوت الصرير الصادر منه  

بانت ملامح الذئب الذي كان طوله 3 أمتار تقريباً ولونه رمادي يقف حاجزاً الممر بالكامل ارتجف شاكر عند رؤيته فخرجت نادين ووضعت يدها على الذئب وهيه تحدثه : كيف حالك أيها الرمادي عليك أن توصل شاكر إلى قرية زكوان بسرعة الرياح سيكون معك وائل.

هز الذئب رأسه ونزل بكامل جسده على الأرض فقالت نادين : هيا ياشاكر لا تخف أصعد فوقه.

شاكر : صبراً علي يا نادين هذا ذئب وليس بحمار.

رمق الذئب الرمادي شاكر بنظرة وكشر أنيابه فقالت نادين : أنه لا يقصد يا رمادي لا يقصد ، يا شاكر أنه يفهم كل كلمة تقولها أرجوك أمتطي ظهره ولا تضيع الوقت كل دقيقة مهمه جداً في هذه الظروف.

شاكر : حسنا.

صعد فوق الذئب ثم انتصب الرمادي وانطلق إلى أعلى سطح البنايه ووقف على الحافه حيث وائل يطير في الهواء فأطلق الذئب صوت عواء قوي وانطلق يجري بالهواء بسرعة الرياح وبجواره وائل وشاكر يمسك بفرو الرمادي بقوة.


***

المستشفى تحديداً غرفة جيهان التي كانت ترتدي فستان أبيض طويل وتسرح شعرها ويطل عليها الجاثوم بعينيه كلهيب النار فقالت له : هذا لايجوز يا رزادشت أن تنظر إلى العروس وهيه ترتدي فستان زواجها هذا ليس مناسب جداً.

الجاثوم أراد الإنسحاب فضحكت جيهان قائلة : امزح معك يا حبيبي اقترب أيها الوحش اللطيف.

يقترب منها الجاثوم ووضعت يدها على خده قائله : لم يتبقى شئ وستشرق الشمس للمرة الأخيرة هذا اليوم وعندما تغيب سيحل الظلام الدائم وسيكون لنا شأن عظيم بحدوث خسوف القمر حيث سنتزوج أنا وأنت واسمهان ونكون عائلة واحده لا تقهر وقتها ستعود إلى هيئتك السابقة رزادشت لقد اشتقت لذلك الوجه.

فقبلت وجه الجاثوم وانسحب بالظلام وعادت جيهان إلى كرسيها أمام المرآة وتنظر إلى لطيفة وهيه حبيسة المرآة فاقدة الوعي.


****

وصل الذئب الرمادي قرية زكوان وهو يحلق فوق منزل الشيخ عبد الرزاق حتى وصل واستقر في حديقة المنزل المحرم دخوله فنزل شاكر من فوق ظهر الرمادي وقال له : شكراً على التوصيله أيها الرمادي وأنا آسف على الكلمة التي قلتها لم أقصد اهانتك.

ينظر الذئب الرمادي الى شاكر بهدوء ووقف وائل خلف شاكر قائلاً : هيا بنا ندخل ستشرق الشمس بعد قليل يجب أن اتوارى أنا والذئب عن أشعة الشمس.

فدخلوا إلى المنزل واغلقوا الباب خلفهم أشعل شاكر الشموع وقال : سأبدء بالبحث عن ذات الرداء الأبيض.

وائل : هيا بنا.


*****

يخرج الدكتور جمال من غرفته بعد أن ارتدى ملابسه وفي غرفة المعيشة رأى ولديه وزوجته يتناولون الإفطار.

عائشة : يبدوا إنك مستعجل ياحبيبي.

شاكر يقبل رأس عائشه : نعم معي موعد مهم يجب أن أذهب إليه قبل الذهاب للمستشفى.

عائشة : كن حذراً وبلغ تحياتي لدكتورة بلقيس.

شاكر وهو يقبل ابنائه : احبكم لا تتعبوا والديتكما كوني حذره وأنتي بطريقك إلى المدرسة.

عائشه : لا تقلق إلى اللقاء.

أغلق الباب خلفه وصعد سيارته وأخرج ورقة كانت في جيبه وهو يقول : يجب أن أذهب للأستاذ شاكر لابد وأنه في الجامعة الآن.

انطلق جمال بسيارته.


يتبع....

تعليقات