بقلم سمير الشحيمي
عروسة خسوف القمر
المستشفى
خارج غرفة بلقيس يقف الدكتور جمال وزوجها محمد وكلاهما يقفان متوتران ينتظران خروج أي أحد من الطاقم الطبي الذي بالداخل وماهيه إلا دقائق وخرج الدكتور جسار ومعه إحدى الممرضات.
محمد بلهفه : طمني دكتور جسار كيف هيه زوجتي بلقيس؟
الدكتور جسار : اهدء يا محمد لقد انقذنا الدكتورة بلقيس واستعدناها مجدداً بفضل الله.
محمد وهو يتنفس الصعداء : الحمدلله الشكر لك ياربي هل أستطيع الدخول؟
الدكتور جسار : ليس الآن عليك أن تهدء الممرضات الآن يغيران ملابسها فلقد تعرقت كثيراً.
الدكتور جمال : محمد تعال معي إلى مكتبي بعد أن تكون جاهزه ستراها وتطمئن عليها.
تحرك محمد مع الدكتور جمال.
**
شاكر العقيد داخل شقته وهو يغير ضمادات رأسه وهو يقول : يبدوا إن الجرح سيحتاج أكثر من أسبوع لكي يشفى لكن
لا بأس.
ينتهي من ربط الضمادة الجديدة وألقى نظرة إلى قطته التي كانت تجلس بجوار المرآة فقال لها : ما رأيك أن نذهب لنرى مافي المطبخ من أكل.
ومن انتهى من جملته حتى انطفأت الكهرباء بشقته فنهض من كرسيه واتجه إلى النافذة ليرى الشارع فرأى أن الحي السكني كله مظلم فقال : يبدوا أنها عامه على الجميع مشاكل انقطاع الكهرباء لم تحل إلى الآن.
أخرج من الدولاب الذي بجوار سريره شمعه اشعلها واتجه إلى المطبخ وفتح الثلاجه وأخرج صحن به بقايا طعام وأخرج أيضا علبة حليب للقطة.
وضع الطعام على طاولة الصغيرة بالمطبخ واتجه إلى الإناء وصب به بعض من الحليب.
شاكر : أين أنتي تعالي تتناولي عشائك.
صوت حركة بغرفة المعيشه.
شاكر : يبدوا أنها عالقه.
خرج إلى غرفة المعيشه يتبع صوت الحركة الصادرة من خلف التلفاز وفجأة ظل أسود تحرك بسرعه من خلف التلفاز بإتجاه غرفة نوم شاكر توجه إلى غرفته وبيده الشمعة بخطى بطيئة ودخل الغرفة خلف الستار يوجد ظل أحد.
شاكر : عرف عن نفسك من أنت؟
لا جواب
شاكر : من أنت أستطيع مساعدتك.
لا جواب.
يقترب شاكر من الستاره ومد يده ليزيحها وفجأه خرجت له فتاة ملامحها ليست واضحه بسبب الظلام ونور الشمعة الباهت.
شاكر : من أنتي؟
تشير الفتاة بيدها خلف شاكر الذي اللتفت خلفه فرأى فوق السقف ظل أسود عينين كلهيب النار ينظر إليه وجه شاكر الشمعه بإتجاه الظل فأطفئها.
شاكر : من أنت أيها المسخ؟
تظهر انياب من فمه وكأنه يريد مهاجمة شاكر لكن سطع نور من النافذة كانت كفيلة بإن تجعل الظل الأسود ينسحب بسرعه ويختفي.
عادت الشمعه واشتعلت اللتفت شاكر إلى النافذة فكان الضوء صادر من فتاة ذات الرداء الأبيض.
شاكر : لا أعرف مالذي يجري أيتها ذات الرداء الأبيض؟
ذات الرداء الأبيض : يجب أن تنقذ الفتاة من شر هذا الظل الأسود قبل فوات الأوان.
شاكر : لكن لا أعرف من هيه وماهيه قصتها.
ذات الرداء الابيض : عند خسوف القمر يجب أن تنقذها ابحث عنها لا تتركها.
شاكر : أين أبحث عنها؟
فجأه عادت الكهرباء واختفت ذات الرداء الأبيض القطة تقف خلف شاكر الذي قال : أين ذهبتي أيتها المشاكسه لا أعلم إلى متى سأظل في حيرة من أمري لابد وأن اتحرك وأعرف مالذي يجري.
تحرك شاكر ليخرج من الغرفة ووقع عينه على جهازه الحاسوب الذي أضاءت شاشته فجأة وعلى شاشته صورة لمبنى قديم متهالك صورة كان يبحث عنها شاكر وهو بالجامعه مبنى مستشفى للأمراض العقلية والنفسية.
***
غرفة رقم 21 حيث جيهان متمدده على سريرها مغمضه عينيها ثم فتحت عينيها وتحدق على السقف حيث الظل الأسود فوقها.
جيهان : هل أتيت يا حبيبي؟
الظل الأسود يتحدث بالمخاطبة الذهنيه : الدكتورة بلقيس استعادة وعيها.
جيهان تبتسم بخبث : تستحق ما حصل لها، أنت تعلم كيف كنت متحمله أسلوبها معي تعاملني كأنني مريضه نفسيه لا تعلم بإن عقلي يفوق عقلها بمراحل.
الظل الأسود : الدكتور جمال؟
جيهان : دكتور جمال الذي يشفع له بإنه يشبه أبي كثيراً لدرجة غير طبيعيه أنت رأيت ذلك بنفسك يا عزيزي.
الظل الأسود : لم يبقى إلا القليل وسنجتمع مع بعض.
جيهان بسعادة : نعم لم يبقى إلا أيام وعند خسوف القمر سنكون زوجين للأبد وكذلك ستكون زوجتك الثانيه أسمهان.
الظل الأسود : بمناسبة حديثنا عن اسمهان لقد كانت في زيارة غير متوقعه لمنزل شاكر العقيد.
جيهان تفز من سريرها وتتغير ملامحها قائلة : ماذا تقول كيف ذلك متى ذهبت إليه لم أشعر بها عندما خرجت من غرفتها.
الظل الأسود : لقد قمت بالواجب لكن لابد وأن نكون أكثر حذر من شاكر العقيد وذات الرداء الأبيض.
جيهان تمشي ثم ترتفع عن الأرض بضع أمتار وتتجه نحو النافذة وتنظر إلى الخارج قائله : اسمهان بدءت تكسب بعض من قوتي فالتنقل ولكن لا بأس من ذلك لكن يجب إبعاد ذات الرداء الأبيض عن شاكر العقيد هذه الفتاة لابد وأن أحد من قدراتها على الأقل هذه الفترة حتى موعد خسوف القمر وننتهي من جميع المراسم وقتها سأكون امرأة لا تقهر.
فبتسمت ابتسامتها الشريرة وخلفها الظل الأسود بعينيه كلهيب النار.
يتبع...
تعليقات
إرسال تعليق