الصداقة من أعظم الروابط الإنسانية

 بقلم : نور الحياة 


الصداقة من أعظم الروابط الإنسانية التي تُضفي على الحياة معنًى ودفئًا. فهي علاقة تقوم على الحب غير المشروط، والمشاركة الصادقة، والدعم المتبادل. لكن ما يغيب عن البعض هو أن لهذه العلاقة حقوقًا يجب احترامها للحفاظ على نقائها واستمرارها.

 حق الصدق والإخلاص

من أهم حقوق الصديق أن تُعامل بصدق، فلا خيانة ولا غدر، ولا كذب يفسد المودة. الصديق الصادق مرآة لصديقه، يرشده برفق ويصوّب له طريقه دون تملّق أو خداع.

 قال الإمام علي (رضي الله عنه): "صديقك من صدقك لا من صدّقك."

 حق الحفظ في الغيب

إذا غاب الصديق، فاحفظ غيبته، ولا تذكره بسوء، وكن وفيًّا له كما لو كان حاضرًا. فمن علامات الصداقة الحقيقية أن يكون الصديق سندًا في الحضور والغياب، لا من يتغيّر بتغيّر الظروف.

 حق الدعم وقت الشدة

من أبرز حقوق الصداقة الوقوف إلى جانب الصديق في أوقات المحن، لا وقت الفرح فقط. فالصديق الذي لا يظهر إلا في المناسبات السعيدة لا يستحق هذا اللقب النبيل.

حق الاحترام وعدم التعدي

لكل شخص حدوده الخاصة، حتى بين الأصدقاء. يجب احترام خصوصية الصديق، وعدم التدخل في شؤونه دون إذن، أو فرض الرأي عليه بالقوة. فالاحترام المتبادل أساس كل علاقة صحية.

 حق النصيحة لا الفضيحة

من حق الصديق عليك أن تنصحه إذا أخطأ، ولكن برفق وسرية، لا بالتوبيخ أمام الآخرين. فالنصيحة التي تُقال في العلن تصبح إهانة، والصديق لا يُهان بل يُحتوى ويُرشد.

حق التقدير وعدم الاستغلال

الصديق لا يُستغل لمصلحة، بل يُقدّر ويُعامل بندية. لا يصح أن يتحول إلى وسيلة تُستخدم عند الحاجة وتُهمَل في أوقات الرخاء. التقدير الحقيقي يظهر في الأفعال لا الأقوال فقط.

الصداقة ليست مجرد علاقة اجتماعية عابرة، بل هي مسؤولية وأمانة. من عرف حقوق أصدقائه وأدى واجباته نحوهم، نال محبة صادقة تدوم، ومن أهملها خسر أجمل ما في الحياة من معانٍ. فلنحرص على صداقة نبيلة، قوامها الوفاء والاحترام المتبادل.

تعليقات