حين تبوح الحروف دون أن أكون

بقلم: عصماء بنت محمد الكحالية.


سأكتب عن ذاك الذي لا يُقال،

عن مشاعر تمشي على أطراف الحروف،

وتختبئ خلف قناع الكلمات،

عن لهفة خرساء لا تجد لحنًا،

وعن وجعٍ يتوارى خلف التماسك.


سيفهم صاحب الحرف المقصود،

فالحقيقة لا تحتاج صراخًا لتُسمَع،

ولا أسماءً لتُعرَف.

يكفي أن تُولَد من صدق الشعور،

فتصل، دون أن يُقال: "هنا كنت أنا".


ستصل كلماتي، وما بين سطوري،

وحتى ما سقط منها خجلًا أو خذلانًا،

سوف يصل لكن بدوني.


لن أكون شاهدةً على وصولها،

ولا منتظرةً لصداها،

لن أراقب وقعها،

ولا أثرها، فقط أكتب،

لأن في القلب شيئًا

أثقل من أن يُحمَل،

وأرهف من أن يُقال،

شيءٌ لا يُلمَس… ولا يُنسى.


مهما قسونا، ومهما ابتعدنا،

يبقى في الإنسان شيء لا يموت،

جزء نقيّ، هشّ، لا يشيخ،

يخفيه عن العيون،

ويخنقه عن البوح،

لكن الحروف تخونه أحيانًا،

تكشفه رغمًا عنه،

وتفضح ما ظنه نُسيانًا.


فإذا بالحرف ينطق

ما كتمه العمر،

ويُضيء فجأة

ذاك الركن المظلم في الروح.

تعليقات