بقلم : فيصل بن علي الطائي
منذ نعومة أظافري ،عندما كنت طفلا صغيرا ،كان عصيري المفضل هو شاي كرك ، وشرابي المفضل أيضا هو شاي كرك ، ففي الأساس لا يتوفر معنا الأ شاي كرك ،لم أكن أعرف مشروبا يدخل البهجة والسرور الى قلبي مثل شاي كرك ،نعم كانت أيام جميلة وخاصة اذا خالط الشاي بسكويت نبيل ، هل تذكره ؟؟
انه البسكويت الوحيد المشهور في عالم طفولتي .
ومضت بنا الايام سريعا ، تغير فيها كل شيء ، الا شي واحد وهو شاي كرك ،في تلك اللحظات ، كانت حياتنا تنبض بالحيوية ،لا يعكر مزاحنا وجود الاتيكيت ،
ولا يضيع صفوة حياتنا الكافيهات ، عندما نضجر ويلامس وجداننا التعب ، يجمعنا بكل هدؤ على حصير السمة أكواب زجاجية برتقالية اللون بها شاي كرك ،
فلا نحتاج إلى أن نذهب عشرات الكيلومترات من أجل شراء "أيس لاتيه" أو "كبتشينو" أو "هوتشوكليت"
فقط يكفينا شاي كرك يتخلله بسكويت نبيل ، فطعم شاي كرك ، ليس مجرد طعم عادي لكنه يحمل ذكريات طويلة لا تفارق مخيلتنا .
فمهما كثرت المسميات ، واختلفت النكهات ، فلا يمكن لأحد منا أن يفارق شاي كرك ،
فعندما نرشف رشفة منه ينقلنا الى عالم أخر ملئ بالذكريات الشيقة ، ففي يوم من الايام الماطر ، كانت الأجواء جميلة جذابة ، ترسم في الافق مع الوان الطيف الهادئة ، نغمات الترانيم التي تصغي لها الروح قبل الآذان ، والقلب قبل صياغة الرسم الى كلمات ، يجمعنا تحت سقف واحد بيتنا الصغير المتواضع ، لتبدأ معركة بسكويت نبيل وشاي كرك ، كنا نحسب عدد حبات البسكويت ، أذكر كان عدد ١٣ حبة مجتمعة في مكان واحد ، كنا نقسمها الى نصفين ، كل طفل يأخذ ٦ حبات ونصف ، لم نكن ناكل حبة البسكويت بعد غمسها في الشاي ، وانما كنا غمس كل الحبات داخل الكوب ونحركها بملعقة صغيرة ، ونصنع منه شوربة البسكويت ، فلم نكن نحتاج إلى رقاقات الذرة " كورنفلكس" لنسعد به ، كنا نصنع السعادة من الأشياء البسبطة دون عناء ولا بحث ، صحيح لم نكن نصور كل شي بهواتف اليوم ، ولكننا كنا نطبعها في ذاكرتنا التي من الصعوبة محوها بسبب تغير الهاتف او امتلاء الذاكرة .
هل تذركرت تلك الايام ؟
ضع ✓ إذا كنت معنا في ذلك الزمان .

تعليقات
إرسال تعليق