عالم أرواح شاكر العقيد ..الفصل السادس 

عروسة خسوف القمر 

 بقلم سمير الشحيمي


الجامعة 

يخرج شاكر العقيد من قاعة محاضراته ويحمل بيده كتبه ومراجعه والطلاب يتهامسون فيما بينهم مالذي حدث لرأس الدكتور شاكر العقيد ، وصل شاكر إلى مكتبه وجلس خلف طاولته ووجد العامل ينظف الغرفة وطلب منه أن يحضر له فنجان قهوة وأخرج من جيبه سيجارة واشعلها فدخل زميله سعيد وجلس خلف طاولته فقال له : شاكر ألن تخبرني من الذي فعل برأسك هكذا؟

شاكر ينفث دخان سيجارته : كان أحد الأشباح يريد أن يمازحني لكن مزاحه من العيار الثقيل.

سعيد : اسحب سؤالي لا تكمل لا أريد معرفة شي.

اطفئ شاكر سيجارته فقال له سعيد : بالكاد دخنت منها والآن اطفأتها.

شاكر وهو يمسك أحد كتبه : تعلم إنني حديث العهد بالتدخين لا أعلم كيف تطيقون رائحتها.

سعيد يخرج سيجارة : أنه المزاج الممتاز أيها المبتدئ.

فأخذ منها نفس عميق ونفثها بهدوء وشاكر ينظر إليه وإلى الدخان المنبعث منها فتشكل على هيئة فتاة ذات الرداء الأبيض وتحدثه : فتاة المستشفى تريد مساعدتك يا شاكر .

ثم تلاشت صورتها مع دخان سيجارة سعيد ففتح شاكر جهازه الحاسوب ودخل على موقع المتصفح السريع وسجل اسم مستشفى للأمراض العقلية وظهرت له نتائج البحث متعددة ومستشفيات كثيرة وجذبه بناء واحد فقط مستشفى يراه دائماً في كوابيسه مستشفى لا ينسى تفاصيل بنيانه وتحديداً بوابته القديمة هذا المستشفى متواجد على أطراف المدينة.

 سرح بفكره

تفتح لطيفة باب منزلها وتغلقه خلفها وتنزع حجابها وهيه متجهه إلى غرفتها فاروق يخرج من جهة المطبخ : أين كنتي؟

لطيفة تنظر إليه : ألم تخرج اليوم؟

لطيفة : هذا ليس من شأنك سألتك أين كنتي؟

لطيفة : ذهبت لزيارة أمي لقد اشتقت لها.

فاروق يقترب منها ويقف أمامها وينظر إلى عينيها : هل أنتي متأكده؟

لطيفة بتوتر : ماذا بك قلت لك كنت في منزل أمي تريد التأكد تواصل معها.

فاروق يصمت ويقضم التفاحه التي بيده ثم قال : لا داعي لذلك اذهبي لتطبخي لنا الغداء سيأتي ابنائك بعد قليل.

لطيفة تتجه إلى غرفتها : لن اطبخ اليوم وابنائي سيأكلون بالخارج اعطيتهم بعض النقود.

فاروق : وأنا ماذا سآكل؟

لطيفة وهيه تغلق باب غرفتها : تكفيك التفاحة التي بيدك أنه أكل صحي.

فاروق بغضب يرمي التفاحه على باب غرفة لطيفة وهو يقول : حقيرة كيف لي أن تزوجة بك.

لطيفة تبتسم وتتنفس الصعداء ثم فتحت درج بالقرب من سرير نومها وأخرجت صورة لإبنتها اسمهان وتنظر إلى الصورة وتقبلها وتنزل دمعة على خدها.


***

مستشفى للأمراض العقلية والنفسية وتحديداً في غرفة رقم 12 اسمهان تجلس مقابل المرآة تمشط شعرها وتدندن بإغنية تحبها لحاتم العراقي (روحي حمامة صفت، وبيت أهل الدور

اشتاقيت لأمي أنا ولخبزة التنور يا بويا

اشتاقيت لأمي أنا

اشتاقيت لأمي أنا ولخبزة التنور

بديرة هلي بالطعم يختلف حتى الماي

وحتى الهواء يم هلي يختلف والله هواي).

وهيه تغني تنعكس بالمرآة صورت اسمهان إلى صورة جيهان فتوقفت عن الغناء فقالت لها جيهان : لماذا توقفتي عن الغناء يا حبيبتي صوتك جميل وكذلك زوجي يحب صوتك كثيراً.

اسمهان : مالذي تريدينه يا جيهان؟

جيهان : لماذا تكرهيني يا اسمهان ألم نكن صديقتين منذ الصغر ألم نكن نلعب مع بعض وأنتي التي اخرجتيني من تحت التراب.

اسمهان : وهذه غلطتي التي فعلتها وليتني استطيع التكفير عنها.

جيهان بحزن : لماذا يا اسمهان؟

اسمهان : لقد فرقتيني عن اخوتي وأمي وأبي.

جيهان : أنتي التي كنت تقولي بإنك تريدين أن تكون لك أخت وصديقه ولم تحبي أحد من اخوتك أو أبوك.

تنهض اسمهان من كرسيها وأتجهت إلى سريرها مروراً من النافذة حيث انعكست صورة جيهان تتبع اسمهان حتى جلست على طرف السرير.

ظهرت جيهان من الركن المظلم تمشي بإتجاه اسمهان وهيه تقول : اسمعي لقد مر وقت طويل وأنا أنتظر هذه اللحظه لأقول لك هذا الأمر.

اسمهان تربط شعرها الطويل وهيه تقول : وماهو هذا الأمر المهم؟

جيهان تقف عن المشي ثم قالت : ستكملين سن 18 عشر بعد أسبوع من الآن.

اسمهان : نعم أعلم ذلك فأنا لا أنسى تاريخ ميلادي أبدا.

جيهان : وأنا كذلك ولدت بنفس اليوم الذي ولدتي فيه وسأكمل معك سن 18 على الأقل كبشريه لذلك حان لنجتمع أنا وأنتي خارج حيطان هذا المستشفى.

اسمهان بإستغراب : لم أفهم مالذي تلمحين إليه؟

جيهان تقترب من اسمهان وجها لوجه واقتربت منها كثيراً وابتسمت لها قائله : بعد أسبوع وعند حدوث الخسوف الكلي للقمر سيكون ميلاد حياة أبدية جديدة لي ولك.

ثم رجعت إلى الخلف وهيه تطير بالهواء واختفت بالركن المظلم للغرفة تاركه اسمهان وهيه مرتبكة وخائفة تنظر إلى القمر بالخارج.


****

يدخل الدكتور جمال إلى غرفة الدكتورة بلقيس التي تنام بعمق والأجهزة الطبيه تعمل ، زوج الدكتورة بلقيس يجلس بجوارها يدعى محمد وكان يمسك بيد بلقيس وعندما رأى الدكتور جمال قال له : دكتور جمال جيد إنك هنا.

الدكتور جمال : كيف حالك؟

محمد : بخير ولكن بلقيس!

الدكتور جمال يضع يده على كتف محمد وهو يقول : لا تقلق ستستعيد وعيها أنها قويه.

محمد يمسح عينيه ثم نهض واللتفت إلى الدكتور جمال وهو يقول : طبعاً أنها قويه الآن سأستأذن لقد تركت ابني بدر مع المربيه أي تطورات تحصل مع بلقيس بلغني بسرعه.

الدكتور جمال : سأفعل سأكون على تواصل معك.

خرج محمد واغلق الباب خلفه جلس الدكتور جمال بجوار السرير ويمسك بيد الدكتورة بلقيس : سلامتك بلقيس أتمنى أن تتعافي بسرعه لنرجع نعمل مع بعض ، هل تعلمي انتي الوحيدة التي استمرت علاقتي بها من بعد الجامعة والآن بالعمل كأطباء بنفس المستشفى لدرجة علاقتنا مع بعض أصبحت اهليه يجب أن تعودي بسرعه يا صديقتي انتي كأخت لي.

حركت بلقيس أطراف أصابعها اندهش الدكتور جمال الذي قال : نعم بلقيس أنا هنا افتحي عينيك أنا جمال.

فتحت عينيها ببطئ الرؤية غير واضحه مشوشه حتى وضحت الرؤية ووجه الدكتور جمال أول ماتراه رفعت يدها لتبعد قناع الأكسجين تريد أن تتحدث.

الدكتور جمال : أرجوك لا تتحدثي لا ترهقي نفسك سأستدعي الطاقم الطبي.

تحرك الدكتور جمال وامسكت بيده الدكتورة بلقيس واللتفت إليها ، بلعت ريقها بصعوبه وحركت شفتيها وقالت بصوت مبحوح : ش....شش....شاكر......العقيد...شاكر .... فقدت وعيها وتوقف جهاز تخطيط القلب عن العمل وجحضت عيني الدكتور جمال وخرج وهو يصرخ على الطاقم الطبي ليحضر بسرعه.


يتبع...

تعليقات