بقلم: شفيقة خلفان السيابي
في عالمٍ تزداد فيه صخب الحياة وتُثقل كاهل الكثيرين هموم العيش، تبقى الصدقة نورًا خافتًا يشع من القلوب الطيبة، لتضيء درب المحتاج، وتزرع في النفوس بذور الطمأنينة. ليست الصدقة مجرد مال يُعطى، بل هي قبل ذلك مشاعر رحمة، ونبض إنسانيّ، وسلوك راقٍ يُعبّر عن توازن الروح وسموّها.
الجميل في الصدقة أنها لا تُقاس بحجمها، بل بأثرها. قد تكون ابتسامة صادقة في وجه مهموم، أو كلمة طيّبة تسند قلبًا هشًّا، أو حتى دعاءً خفيًا بظهر الغيب. إنها تربية للنفس على العطاء بلا مقابل، وإحياء لمعاني التكافل في زمن تغلّبت فيه الفردية على الجماعة.
الصدقة ترفع البلاء، وتشرح الصدر، وتربّي في الإنسان شعور الامتنان لما يملك، وهي رسالة خفيّة تقول: "ما زال في العالم خير". فكن ذلك الخير، كن ذلك النور، وتذكّر دائمًا أن ما تقدّمه اليوم قد يكون طوق نجاة لك غدًا.
تعليقات
إرسال تعليق