بقلم : زينة سليم سالم البلوشي
كلما سمعنا بخبر وفاة أحدهم، نشعر بحزنٍ عميق...
لكن خلف هذا الحزن، يختبئ خوفٌ صامت، يهمس في داخلنا:
"ماذا لو كنتَ أنت التالي؟"
يخفق القلب بعنف، كأنه يحاول الفرار من صدره،
كأن فكرة الموت تطرق أبوابنا فجأة، فنرتجف خوفًا،
حتى تكاد أنفاسنا تتوقف من شدة الرعب والقلق.
لكن... لماذا نخاف من الموت، رغم أنه قدرٌ لا مفرّ منه؟
لأننا ببساطة نخاف المجهول...
نخاف ما نجهله، ما لم نره، ما لا نستطيع تخيّله.
نخاف لأننا بشر، نخطئ ونقصّر، ونحمل ذنوبًا نخشى أن نُحاسَب عليها.
نخاف أن تأتينا سكرات الموت على حين غفلة، فتفضحنا أعمالنا.
ولربما رسخت في عقولنا فكرة الموت كمكانٍ معتم،
لا يوجد فيه ضوء ولا نور،
مكان يسوده السواد والرعب.
تخيّلوا أن يموت الإنسان وهو على معصية...
مجرد التفكير في الأمر يزرع الرعب في القلب،
فكيف لو حدث ذلك حقًا؟
نخاف من الموت...
لأننا لم نستعد له، ولم نُهَيِّئ أنفسنا لاستقباله كما ينبغي.
لو أننا عشنا كما يجب، وسلكنا الطريق المستقيم،
لما خفنا من الموت، بل ربما كنا سننتظره بطمأنينة،
كمن يشتاق لحبيبٍ طال غيابه.
فالموت ليس نهاية الطريق كما يظنه الكثيرون،
بل هو بداية جديدة،
لمن أحسن المسير، وتدارك نفسه، وأصلح أعماله، وسار نحو الصواب.
تداركوا أنفسكم قبل فوات الأوان،
فكم من أناسٍ فارقوا الحياة وهم في غفلةٍ من أمرهم،
وكم من عاصٍ لم ينل فرصة التوبة، فنال عقابه.
باب التوبة مفتوح...
فاسرعوا إليه بقلوبٍ نقية، وأرواحٍ طاهرة.
فيا تُرى...
متى سنكفّ عن الهروب من الحقيقة، ونتقبّل أن الموت قادم لا محالة؟
متى سنتوقف عن ارتكاب المعاصي، والابتعاد عن الله؟
متى سنتدارك أنفسنا ونُصلح ذواتنا قبل أن يفوت الأوان؟
الموت حتمًا قادم...
فأحسِن عملك، تكن من أهل الجنة.
تعليقات
إرسال تعليق