من نافذتي... بدأت الحياة

بقلم: زينة سليم سالم البلوشي


في صباحٍ هادئ، استيقظتُ مثقلةً بتعب الحياة وهمومها.

كل ما رغبتُ به كان لحظة راحةٍ تملأ قلبي سكينة.


وما هي إلا لحظات، حتى تسللت إلى نافذتي زخّات المطر،

تطرق الزجاج برفق، كأنها نغمات عذبة، متناغمة، تُداعب الروح وتُحيي ما خمد فيها.


امتزج الصوت بنبض الضحكات؛ ضحكات أطفال يركضون تحت المطر بفرحٍ غامر.

نهضتُ مسرعة، خرجتُ أركض خلفهم، أستنشق رائحة الأرض المعبّأة بالمطر ورائحة الطين،

وأدع قطرات المطر النقيّة تغسلني من الداخل.


في تلك اللحظة، عدتُ طفلةً من جديد... كأنني وُلدتُ للتو.

تراقصت الذكريات في ذهني، وبدأتُ أرقص معهم، وكأن المطر جاء خصيصًا ليخفف عني وطأة الأيام.


صرختُ من أعماقي، بكل ما في قلبي من وجعٍ وفرح:

"أنا حرّة!"


شعرتُ أن المطر يُربّت على كتفي، وكأن صوتًا خافتًا يهمس لي:

"أنتِ قويّة... تستحقين الحياة... أنا هنا من أجلك."


ارتسمت على شفتيّ ابتسامة دافئة، قادرة على إذابة جليدٍ ثقيل... فكيف بمن يراها؟

في تلك اللحظة، شعرتُ أنني لم أعد كما كنت.

المطر أعاد تشكيل روحي...

صرتُ أنقى، أصفى، وأقوى.


كانت لحظات لا تُنسى...


عدتُ إلى الداخل وبدأتُ يومي، لكن بشيءٍ مختلف تمامًا:

بقلبٍ نقي، ونفسٍ مطمئنة،

وروحٍ متفائلة لا تعرف الانكسار.


خرجتُ بشخصية... وعدتُ بأخرى

أجمل من ذي قبل.

تعليقات