بقلم: عصماء بنت محمد الكحالية
كل الأشياء التي لم تُصرّح
كانت على الدوام تقيم على الحافة
وميض عالق في خاصرة الجدار
طعم لم يُستقر عليه اللسان
وتقاسم صامت لشيء لم نُسمّه
كأننا نتناوب على غياب يتّسع
كنت ظلًا لاسم نُطِق دون علّة
وكنت صوتًا تكلّم دون جهة
ما استقر في الداخل لم يُقَل
وما نبت نبت تحت السطح
بعناد ما لا يُستأذَن في ظهوره
وبصمت ما لا يُعلن نفسه
كان الحضور غير مقيّد بوقت
والتكرار لا يشبه العودة
وكان ما لم يُحكَ
أصدق ممّا أتيح للتأويل
الطفولة لا تخبر عمّا تُخزّنه
ولا الغيم يعتذر عن الندى
ثم حصل ما لا يُعرف متى بدأ
تبدّلت الأصوات
وامتزجت الأسماء بما لا يُشبهها
وانقسم الصدى على أكثر من جهة
لم يحدث اعتراض لم تُرفع الأصوات
تم فقط سحب الهواء من بين المسافات
وكأن نافذة أُغلِقت لا لأنها تُطِل
بل لأنها لا تلزم
كم من عارف يسلك الدرب
ثم يُعرِض عنه بمشيئة باردة
بعد الغياب
وصل ما يُشبه التذكير بحدث مضى
محشو بتراكيب رخوة
لا تنقض ما انقضى
ولا تُقيم ما انهدم
غير أن الضوء
حين يخون توقيته
لا تُقرأ على إثره المكاتيب
ما عاد المكان معنيًّا بالمقدِمين
ولا الزمن صالحًا للانتظار
الآن تُكتَب أسطر باحثة عن شيء لم يعد ضمن الموجودات
لكن النسخة المُراد استدعاؤها لم تترك أثرًا
ولم تُغلق الباب بل انطفأت من تلقائها
وهذه الإشارة لا عنوان لها
ولا خاتمة مكتوبة ولا رغبة في البدء.

تعليقات
إرسال تعليق