بقلم : فايل المطاعني
حين تقرر امرأة أن تكتب قصتها، فهي لا تكتب سطورًا على ورق، بل تكشف عن جراحٍ دفينة، وتنبش ذاكرة مشبعة بالأسى، لكنها في العمق تبحث عن نجمة تُنير ليلها…
أنا "أمل"، اسمي يحمل نقيض ما مررت به من انكسارات، ومع ذلك، قررت أن أواجه الماضي، لا هربًا… بل بحثًا عن سلامٍ داخلي، وعن حبٍ حقيقي يعيدني للحياة
أنا أمل، هكذا نادتني والدتي ذات يوم، قبل أن ترحل وتتركني أتخبط في متاهات الحياة، بقلب طفلة لم تستوعب غيابها، ولا تزال تلك الطفلة تسكنني حتى اليوم.
عندما تكتب امرأة قصتها، فهي تُغامر بسمعة بيتها وكيانها، لكنها في الحقيقة تبحث عن النور المختبئ خلف ظلال السنين. أنا لا أبحث عن بطولات زائفة، بل عن عبارة حب صادقة… وعن رجل حقيقي يُضيء ظلمة أيامي.
قد يبدو من الجنون أن يكتب أحدهم قصة حياته بهذه الصراحة، لكنني لا أهرب من الحقيقة. ما سأكتبه هنا ليس جنونًا، بل محاولة لترميم روحي التي علقت في وحل التجارب والمحن. وجدت في الكتابة خلاصًا، ودافعًا يدفعني لترك أخطائي خلفي، والبحث عن أملٍ جديد يُنقذني من ضياعي.
لستُ قديسة…أنا فتاة أرهقتها الأيام، هزمتها أحيانًا، لكنها لم تكسرها. أردت أن أشارككم حكايتي… لأنني أعلم أن الحياة لا تُعطيك ما تُحب، بل عليك أن تسعى – بكل قوتك – لتحصل عليه.
والآن، دعونا نبدأ مع أمل لنكتشف معًا كيف يبدأ الضوء في أقسى اللحظات.
الحكاية الأولى: النجمة المضيئة
وُلدت في يوم مشرق من أيام شباط.
كنتُ – كما تروي أمي – طفلة هادئة وحنونة. لطالما رددت صديقاتها بأنني كنت "نجمة صغيرة"، تملأ البيت دفئًا وحنانًا.
كل شيء بدا طبيعيًا حتى بلغت التاسعة من عمري…
في تلك اللحظة تغيرت حياتي تمامًا.
فقدتُ سمعي.. لا أتذكر تحديدًا كيف، ولا لماذا.
أتذكر فقط نظرات الناس، ودموع أمي، ووجوه إخوتي وهم يلوّحون بأيديهم ويتحدثون بصوتٍ عالٍ لا أسمعه. كنت أراقبهم في صمت، وأشعر أنني صرت فجأة مختلفة… معزولة… محاصرة في عالم بلا أصوات.
كانت تلك أول صدمة في حياتي.
طفلة صغيرة، لا تعرف كيف تواجه القدر، ولا تملك شيئًا سوى دموعها..في تلك الليلة، تركت القلم والدفتر، وفتحت نافذتي.. السماء كانت صافية… والقمر يبتسم في كبرياء.
أخذت أراقب النجوم، فإذا بي ألمح نجمة جميلة مرّت سريعًا… ثم اختفت.
ضحكت وقلت في سري: "تلك أمي… جاءت لتطمئن عليّ."
وغدًا… نكمل حكاية أمل.
فالحكاية لم تبدأ بعد.
تعليقات
إرسال تعليق