لغز اختفاء الرائد ريم محمد.الفصل التاسع.

 بقلم: . فايل المطاعني 

 الظل الأقرب


جلس سالم في مكتبه، يُقلب في الأوراق والوجوه، لكن قلبه كان معلّقًا بصورتها.صورة نوف، وتسجيلها الأخير، لم يفارقه. همس: "قريبة أكثر مما نتصور… هل قصدت سيف؟ أم أحدًا آخر؟"

دخلت ريم، وجهها يحمل مزيجًا من التصميم والقلق.

"سالم، نحتاج أن نواجه سيف. لا وقت للمجاملات."

أومأ برأسه، لكن نظرته كانت مترددة:"سيف… كان أكثر من صديق. علّمني كيف أبحث عن الحقيقة."

 "إذًا، حان وقت التطبيق."

في مكتب العقيد سيف الكندي، كانت الأوراق مرتّبة، والرجل واقفًا ينظر من النافذة. حين دخل سالم وريم، استدار بهدوء.

 "كنتما ستأتيان… توقعت ذلك."

سأله سالم بنبرة مباشرة: "هل تعلم عن شبكة مارِس؟ وعن تحويلات خرجت من مكتبك؟"

ابتسم سيف، ثم جلس:"مارِس؟ هذا اسم اخترعته نوف. فتاة ذكية… لكنها كانت تقترب من منطقة محظورة."

قالت ريم: "وماذا عن التسجيلات؟ الاتصالات المشبوهة؟"

أخرج سيف ملفًا، ووضعه على الطاولة: "افتحوا هذا الملف… ستجدون أن هناك من يستخدم اسمي. ويخترق النظام من الداخل. لكني أعرف من هو… فقط أحتاج منكم أن تصدّقوا."

سأل سالم:"من؟"

قال سيف ببطء:"العقيد هشام سالم… مدير الأمن السيبراني. هو من درّب نوف. وهو الذي اختفى يوم اختفائها."

تبادل سالم وريم النظرات. هذا الاسم… لم يكن مطروحًا من قبل.

قال سيف: "وأنا مستعد للذهاب معكم… لكن لا نضيع الوقت. هشام لن يتردد في محو كل شيء."


الفصل العاشر – الغرفة السوداء

في الطابق السفلي المهجور من مبنى قديم، كان هشام سالم يجلس أمام 6 شاشات مراقبة، يتنقل بينها ببرود.

كانت هناك كاميرا تُظهر نوف… مستلقية، مقيّدة اليدين، لكن حيّة.

قال هشام لنفسه: "كنتي ذكية يا نوف… لكنك أخطأتِ الهدف.

في مركز القيادة، كانت الفرقة الخاصة بقيادة سالم وريم تجهّز المداهمة.

قالت شيخة: "حددنا مصدر آخر دخول على ملفات مارِس… موقعه: المخزن رقم (C-12) في مجمع أمن الاتصالات."

رد سالم:"نبدأ خلال 5 دقائق. نريدها حيّة."

في المخزن، أُطفئت الأضواء فجأة. اقتحمت الفرقة المكان. سيف كان في المقدمة.

صوت هشام ارتفع عبر مكبر مخفي:"كنتم تحاربون الأشباح… والآن دخلتم الظلام ذاته."

ضغط سالم على زر اللاسلكي: "هشام… إذا كانت نوف بخير، أظهر نفسك."

ضحك هشام: "لا أحد بخير يا سالم. لا نوف… ولا أنت، بعد أن اكتشفت من هو الرجل الأقرب إليك."

ثم انفجرت إحدى الخزائن في الزاوية، وأطلقت دخانًا أسودًا كثيفًا.

صرخت ريم:"نوف هناك! رأيت ظلها في الكاميرا!"

ركض سالم نحو الباب الحديدي، وفتحه بقوة.

كانت نوف ملقاة على الأرض، تنظر إليه بعينين باكيتين… لكنها حيّة.

 "سالم…" همست.

ضمّها بسرعة، وقال: "لن يحدث لكِ شيء بعد الآن."

لكن خلفهم… كان سيف يشهر سلاحه، ويقول لهشام الذي خرج أخيرًا من الظل:  "اللعبة انتهت… يا رفيق الظل."


يتبع في الفصل الحادي عشر – الصفقة الأخيرة

تعليقات