حين ذبلت الحديقة

بقلم : زينب علي درويش 


في كل زاويةٍ من أرجاء حديقتها، كانت ترى وجهه يضحك، يشعّ نورًا يضيء لها عتمة القلب قبل الطريق.

كانت لمساتُ حروفه على جراحها كالسحر، تُعيدها للحياة، تغمرها بحنان الحبيب، وتحميها بروح المقاتل.

لكنّه ذات صباحٍ قرر الرحيل... دون وداعٍ ولا عودة.

ومنذ ذلك الحين، ذبلت الورود في حديقتها، وذبلت معها روحها.

كانت تمشي بين الزهور كما لو أنها تسير بين مقابر أحلامها، تصغي لصوت النسيم فتتوهمه همسَه القديم.

كلُّ ورقةٍ تتساقط تُذكّرها بغيابه، وكلُّ شعاعِ شمسٍ يتسلل من بين الأغصان يشبه ضحكته البعيدة.

حاولت أن تُقنع قلبها بأن الوقت كفيل بالنسيان، لكن الوقت صار مرآةً له، يعيد ملامحه في كل لحظة.

وحين أقبل المساء، جلست على المقعد الذي كان يجلس عليه، تحدثه في صمتٍ، وتبتسم بحنينٍ خافت.

أيقنت أن بعض الراحلين لا يرحلون حقًّا إنهم يسكنون تفاصيلنا إلى الأبد.

تعليقات