بين الآداب والهندسة

بقلم :عبدالله الريسي


أنت الحكاية الأجمل

منذ البداية، كنا عالمين مختلفين، أنت ابن الهندسة الصارمة، وأنا روح الأدب العاشق للكلمات. لم يكن من المفترض أن تلتقي طرقنا، لكنك كنت الاستثناء الوحيد الذي كسر كل قواعد المنطق، وجعلني أؤمن أن المشاعر لا تخضع للمعادلات، وأن الروح تعرف طريقها حتى وإن ضاعت بين زحام الأقدار.

كنت أكتب، وأنت تحسب. كنت أبحث عن الجمال في الحروف، وأنت تبنيه في التصاميم. لكن رغم هذا الاختلاف، كنت أنت أكثر الأشياء اتساقًا في عالمي، أكثر الأمور التي شعرت معها أن للحياة معنى يتجاوز الحروف والأرقام.

لم أخبرك يومًا كم كنت ملهمي، وكم كنت أسترق النظر إليك، متأملًا ذلك الشغف الذي تحمله لعالمك، وأتعجب كيف يمكن لشخص أن يكون بهذا التوازن بين العقل والقلب. لم أخبرك كم كنت أبحث عنك في كل زوايا الأيام، وكم كان صوتك – حتى في أبسط أحاديثه – يمنحني طمأنينة لا أجدها في قصائد الشعراء.

ورغم كل هذا، لم يكن لنا أن نكون أكثر من حكاية لم تكتمل. كنت أنت المعادلة التي لم أتمكن من حلها، وكنت أنا الحكاية التي لم تجد لها نهاية مكتملة في صفحاتك. ومع ذلك، سأبقى أكتبك بين السطور، كما لو كنت فصلًا لم ينته بعد، وكأن لقاءنا، رغم قصره، كان كافيًا ليبقى خالدًا في ذاكرة الأيام.

تعليقات